خطب الجمعةخطب نصية

الصلاة

الحمد لله العزيز الحميد، أمر عباده أن يفردوه بأنواع التوحيد، وشرع لهم من الطاعات ما يقربهم من دار المزيد، أشهد أن لا إله إلا هو الكريم المجيد، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة إلى القريب والبعيد، وأوجب اللهُ طاعته على جميع العبيد، صلى الله وسلم عليه إلى يوم المزيد أما بعد

عباد الله .. اتَّقوا الله حق التقوى فإنّ تقواه أفضلُ مكتَسَب، والتقربَ إليه أعلى نسب، {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }[آل عمران: 102].

إن الصلاة من الدين في مقام عظيم، فهي آكد أركان الإسلام العملية، وأول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت رد عليه سائر عمله، وهي الميزان بين الإسلام والكفر، فلا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، وهي رأس القربات، وغرة الطاعات.

الصلاة نور، وهي صلة بين العبد وربه، وفيها حياة القلب، وطمأنينة النفس، وانشراح الصدر، وراحة البال.

الصلاة مركز الإيمان، وأصل الإسلام، ورأس العبودية، ومحل المناجاة والقربة إلى الله، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو مصل، وأقرب ما يكون منه في صلاته وهو ساجد.

الصَّلاة هِيَ مَفزِعُ الأَنبِيَاءِ وَالمُرسَلِينَ ، وَسِمَةُ العُبَّادِ وَالصَّالحِينَ، قَالَ تَعَالى: { أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنعَمَ اللهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّن حَمَلنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبرَاهِيمَ وَإِسرَائِيلَ وَمِمَّن هَدَينَا وَاجتَبَينَا إِذَا تُتلَى عَلَيهِم آيَاتُ الرَّحمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّ}[مريم: 58].

وقَالَ تَعَالى عَن إِبرَاهِيمَ عَلَيهِ السَّلامُ: {وَوَهَبنَا لَهُ إِسحَاقَ وَيَعقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلنَا صَالحِينَ. وَجَعَلنَاهُم أَئِمَّةً يَهدُونَ بِأَمرِنَا وَأَوحَينَا إِلَيهِم فِعلَ الخَيرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ}[الأنبياء: 72]. وَقَالَ سُبحَانَهُ: {وَاذكُرْ في الكِتَابِ إِسمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا. وَكَانَ يَأمُرُ أَهلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرضِيًّ}[مريم: 55].
وَقَالَ تَعَالى مُخَاطِبًا مُوسَى عَلَيهِ السَّلامُ: {إِنَّني أَنَا اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعبُدْني وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكرِي}[طه: 14], وَقَالَ جَلَّ وَعَلا: {وَأَوحَينَا إِلى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَومِكُمَا بِمِصرَ بُيُوتًا وَاجعَلُوا بُيُوتَكُم قِبلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ}[يونس: 87].

وَحَكَى عَن عِيسَى عَلَيهِ السَّلامُ قَولَهُ حِينَ تَكَلَّمَ في المَهدِ: { قَالَ إِنِّي عَبدُ اللهِ آتَانِيَ الكِتَابَ وَجَعَلَني نَبِيًّا. وَجَعَلَني مُبَارَكًا أَينَمَا كُنتُ وَأَوصَاني بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمتُ حَيًّا }[مريم: 31]. وَقَالَ في قِصَّةِ زَكَرِيَّا عَلَيهِ السَّلامُ: { فَنَادَتهُ المَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي في المِحرَابِ }[آل عمران: 39] وَقَالَ جَلَّ وَعَلا عَن مَريَمَ البَتُولِ: { يَا مَريَمُ اقنُتي لِرَبِّكِ وَاسجُدِي وَاركَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} [آل عمران: 43].

وَلَمَّا حَكَى اللهُ عَن قَومِ شُعَيبٍ قَولَهُم لَهُ : { يَا شُعَيبُ أَصَلاتُكَ تَأمُرُكَ أَن نَترُكَ مَا يَعبُدُ آبَاؤُنَا }[هود: 87] دَلَّ عَلَى أَنَّهُم لم يَكُونُوا يَرَونَهُ يُعَظِّمُ شَيئًا مِنَ الأَعمَالِ كَتَعظِيمِهِ الصَّلاةَ .

وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ عَنِ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعبُدُوا اللهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ}[البينة: 5].

وَلَمَّا وَصَفَ اللهُ عَبَادَهُ المُتَّقِينَ في أَوَّلِ مَوضِعٍ ذَكَرَهُم فِيهِ مِن كِتَابِهِ، قَالَ : { ذَلِكَ الكِتَابُ لا رَيبَ فِيهِ هُدًى لِلمُتَّقِينَ . الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة }[البقرة: 3]

وهي أخص صفات المؤمنين، قالَ تعالى: {قَد أَفلَحَ المُؤمِنُونَ * الَّذِينَ هُم في صَلاتِهِم خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 2] ثم أَعَادَ ذِكرَهَا في آخِرِ صِفَاتِهِم إِعظَامًا لِقَدرِهَا فَقَالَ : {وَالَّذِينَ هُم عَلَى صَلَوَاتِهِم يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الوَارِثُون * الَّذِينَ يَرِثُونَ الفِردَوسَ هُم فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون: 11].

الصلاة هي النهرُ الذي نخوضه كل يوم خمسَ مرات لنغتسل فيه من أوساخ الخطايا ونيران المعاصي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى لله عليه وسلم: (إن لله ملكا ينادي عند كل صلاة: يا بني آدم قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها فأطفئوها) [رواه الطبراني في الأوسط: (9452), والصغير: (1135), وحسنه الألباني في صحيح الترغيب: (358), وضعفه الألباني في الضعيفة: (3057), وضعيف الجامع: (1958). وبمعناه: عن عَبْد الله بن مَسْعُودٍ سدد خطاكم عن النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْفَجْرَ غَسَلَتْها، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْظُهْرَ غَسَلَتْها، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْعَصْرَ غَسَلَتْها، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْمَغْرِبَ غَسَلَتْها، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْعِشَاءَ غَسَلَتْها، ثُمَّ تَنَامُونَ فَلَا يُكْتَبُ عَلَيْكُمْ شَيْءٌ حَتَّى تَسْتَيْقِظُوا» (رواه الطبراني في الصغير والأوسط: (2224)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب: (357), وقال: حسن صحيح) ]

وعن ثوبان رضي الله عنه قال رسول الله صلى لله عليه وسلم: (استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة،

ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن) [رواه ابن ماجه: (277), وأحمد: (22378), وصححه الألباني في صحيح الجامع: (952). وقد جاء الحديث عن أبي أمامة وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنهما.]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى لله عليه وسلم: (الصلاة خير موضوع فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر) [رواه الطبراني في الأوسط: (243), وحسنه الألباني في صحيح الجامع: (3870)] ، فما اغتنم الحي وقته بمثل الوقوف بين يدي ربه، يتلو كلامه ويناجيه، ويضع جبهته على الأرض ذلا وعبودية للعزيز المعبود، وكم يتحسر الأموات على ساعات مضت لم يعمروها بالصلاة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى لله عليه وسلم مر بقبر فقال: من صاحب هذا القبر ؟ فقالوا فلان: فقال : (ركعتان أحبُّ إلى هذا من بقية دنياكم)  [رواه الطبراني في الأوسط واللفظ له: (920), ابن المبارك في الزهد: (31), و وصححه الألباني في صحيح الجامع: (3518).]

الصلاة هي الرادع والوازع عن المنكرات والآثام {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}[العنكبوت: 45].

الصلاة فيها الراحة والأنس وطمأنينة النفس، وكيف لا تكون كذلك وهي صلة ومناجاة مع الرب، ولذا قال أفضل المصلين صلى لله عليه وسلم: (أرحنا بها يا بلال) [رواه الطبراني في الكبير: (6215), ورواه ابو داود: (4985) بلفظ : (يا بلال! أقم الصلاة أرحنا بها), ولأحمد (23088): (يَا بِلَالُ، أَرِحْنَا بِالصَّلَاةِ), وصححه الألباني في صحيح الجامع: (7892)]، وقال أيضا: (وجعلت قرة عيني في الصلاة) [رواه النسائي: (3940), وأحمد: (12294), وصححه الألباني في صحيح الجامع: (3124). عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه . وجاء عن المغيرة رضي الله عنه عند الطبراني بلفظ: (جعلت قرة…), انظر: الصحيحة: (3291)]

واستمعوا إلى هذا المثال التطبيقي من الصلاة، والذي يمر علينا في كل ركعة، ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى لله عليه وسلم: قال الله تعالى: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين – والمراد الفاتحة – ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: (الحمد لله رب العالمين)، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: (الرحمن الرحيم)، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: (مالك يوم الدين)، قال: مجدني عبدي، فإذا قال: (إياك نعبد وإياك نستعين)، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل) [رواه مسلم: (395) ]

قال ابن القيم – معلقا على الحديث -: إذا قرأ العبد (الحمد لله رب العالمين)؛ وقف هنيهة يسيرة ينتظر جواب ربه له بقوله: حمدني عبدي، فإذا قال: الرحمن الرحيم؛ انتظر الجواب بقوله: أثنى علي عبدي، فإذا قال: مالك يوم الدين؛ انتظر جوابه: يمجدني عبدي، فيا لذة قلبه وقرة عينه وسرور نفسه بقول ربه: (عبدي) ثلاث مرات، فوالله لولا ما على القلوب من دخان الشهوات وغيم النفوس لاستطيرت فرحا وسرورا بقول ربها وفاطرها ومعبودها: حمدني عبدني، وأثنى علي عبدي، ومجدني عبدي [الصلاة وأحكام تاركها, لابن القيم: (142)]

فيا من ضاقت عليه الدنيا، وتكدر عيشه، وأرهقته الهموم والغموم، وضاق صدره وكثر تفكيره؛ دونك الصلاة فهي البلسم والدواء، تطهر وصف قدميك، في سياحة إيمانية، بين تلاوة وذكر، ودعاء ومناجاة، بين قيام وقعود، وركوع وسجود، في خضوع وخشوع.

عباد الله .. إن من مهمات المسائل في الصلاة أن تؤدى على وجهها المشروع، وصفتها المسنونة، وكم يتألم المرء حين يرى الأخطاء والمخالفات في صلاة كثير من الناس، فالواجب على المسلم أن يتعلم صفتها كما جاءت عن النبي صلى لله عليه وسلم، ويتقرب إلى الله بها.

قال بعض السلف: الصلاة كجارية تهدى إلى ملك من الملوك فما الظن بمن يهدي إليه جارية شلاء أو عوراء أو عمياء، أو مقطوعة اليد والرجل، أو مريضة أو دميمة أو قبيحة.

أيها الإخوة .. هذه الصلاة شُرع لها في ديننا الاجتماعُ في المساجد التي شرع بناؤها وعمارتها {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوّ وَٱلآصَالِ * رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَـٰرَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَاء ٱلزَّكَـوٰةِ يَخَـاٰفُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلأبْصَـٰرُ}[النور: 37]. ولما هاجر النبي صلى لله عليه وسلم من مكة إلى المدينة؛ وولدت الدولة الإسلامية، أول عمل بدأ به بناء المسجد لأداء الصلاة فيه، ثم شرع الأذان من أرفع مكان بأعلى صوت ليُعلِم الناسَ بوقت الصلاة، ويدعوهم إلى الاجتماع لأدائها في كل وقت. شهد الله لمن يحافظ على صلاة الجماعة في المساجد بالإيمان حيث يقول سبحانه: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَـٰجِدَ ٱللَّهِ مَنْ ءامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلاْخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءاتَىٰ ٱلزَّكَوٰةَ ..}[التوبة: 18]

قال شيخ الإسلام: ” اتفق العلماء على أن صلاة الجماعة من أوكد العبادات، وأجلّ الطاعات، وأعظم شعائر الإسلام” [مجموع الفتاوى: (23/ 222) ]

وقد جاءت الأدلّة الشرعيةُ الصحيحة الصريحة ساطعةً ناصعة، على وجوب صلاة الجماعة على الرجال. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى لله عليه وسلم أنه فقد ناسا في بعض الصلوات فقال: (لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس، ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها، فآمر بهم فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم) [رواه البخاري: (618), ومسلم, واللفظ له: (651). وما بين المعكوفين انفرد به مسلم ] وأصله في الصحيحين، ولفظ أبي داود: “..ثم آتي قوما يصلون في بيوتهم [ليست بهم عِلَّةٌ]فأُحرِّقَها عليهم” [رواه أبو داود: (549), وصححه الألباني في صحيح أبي داود, وأما زيادة ما بين المعكوفين, فضعيفه ضعفها الألباني في ضعيف الجامع: (4706) ]

فهاهو النبي صلى لله عليه وسلم همَّ بهذه العقوبة الشديدة على المتخلفين عن صلاة الجماعة ومنعه من ذلك وجود النساء والأطفال الأبرياء كما في بعض الروايات.

وكان النبي صلى لله عليه وسلم يتفقد الغائبين ويتوعد المتخلفين، عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : صلى بنا رسول الله صلى لله عليه وسلم يوما الصبح فلما سلم قال: ” أشاهد فلان ؟ ” قالوا : لا، قال: ” أشاهد فلان ؟” قالوا : لا، قال: ” إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوا على الركب” [ رواه أبو داود: (554), وحسنه الألباني في صحيح الجامع: (2242) ]

وقال حبر الأمة ابن عباس في قوله تعالى: {وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ}[القلم: 43] قال: (الرجل يسمع الأذان فلا يجيب الصلاة) [رواه البيهقي في الشعب: (2656) ]

لما حضرت الوفاةُ سعيد بن المسيب عالم التابعين، بكت ابنته عليه، فقال لها: لا تبكي علي يا بنيّة، والله ما أذن المؤذن من أربعين سنة إلا وأنا في المسجد.

بارك الله ..

الخطبة الثانية:

إن صلاة الجماعة من شعائر الإسلام ومن سنن الهدى، وقد رتب الشارع عليها فضائل كثيرة، منها:

1. مضاعفة الأجر، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى لله عليه وسلم قال: “صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة”  [رواه البخاري: (645), ومسلم, واللفظ له: (650)] ولمسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : “صلاة مع الإمام أفضل من خمس وعشرين صلاة يصليها وحده” [رواه مسلم: (649) ]

2. ومن فضائلها رفع الدرجات وحطّ الخطيئات، عن أبي هريرة مرفوعا: “صلاة الرجل في جماعة تُضعَّفُ على صلاته في بيته وفي سوقه خمسًا وعشرين ضعفًا؛ وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يُخْرِجُه إلا الصلاة لم يخطُ خطوة إلا رُفِعَت له بها درجة، وحُطّ عنه بها خطيئة، حتى يدخل المسجد، فإذا دخل في المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه، والملائكة تُصلِّي عليه ما دام في مُصَلاّه ما لم يُحْدِث: اللهم صلّ عليه، اللهم ارحمه، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة”  [رواه البخاري: (647), ومسلم: (649) ]

وأجر الحسنات وتكفير السيئات يكتب في طريق الذهاب إلى المسجد والرجوع منه إلى البيت، لحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى لله عليه وسلم : “من راح إلى مسجد الجماعة فخطوة تمحو سيئة وخطوة تكتب له حسنة ذاهبا وراجعا” [رواه أحمد: (6599), وابن حبان: (2039), وحسنه الألباني في (صحيح الترغيب) رقم (299) ]

3.ومن فضائلها: أنه في ضمان الله، لحديثأبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى لله عليه وسلم قال: “ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل ..- وذكر منهم:- ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه، فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة” [رواه أبو داود: (2494), وابن حبان: (499), وصححه الألباني في صحيح الجامع: (3053) ]

اللهم ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى