خطب الجمعةخطب نصية

إصلاح البيوت [1]

إن الحمد لله .. اتقوا الله ..

عباد الله .. إن من نعم الله تعالى على العبد أن رزقه بيتا يأوي إليه، يحميه من الحر والبرد، فيه يأكل ويشرب وينام ويرتاح، وفيه تجتمع الأسرة وتلتقي بين جنباته.

البيت نعمة وضرورة من ضرورات الحياة، فكيف يعيش المرء بلا بيت وسكن.   

ولقد امتن الله تعالى على عباده بهذه النعمة في سورة النعم – التي هي سورة النحل -، فقال جل وعلا: }والله جعل لكم من بيوتكم سكناً{ ]النحل: 80[, قال الحافظ ابن كثير في تفسير الآية: “يذكر تبارك وتعالى تمامَ نعمه على عبيده، بما جعل لهم من البيوت التي هي سكنٌ لهم، يأوون إليها، ويستترون بها، وينتفعون بها سائرَ وجوه الانتفاع”([1]).

أيها الإخوة .. إن من المهمات التي تستحق الطرحَ والحديث: السعيَ في إصلاح البيوت، وهذا لعمر الله موضوعٌ من أهم الموضوعات التي تلامس واقع المجتمع، فكلنا له بيت يضمه ويأوي إليه، لكن هذه البيوتَ مستورةٌ، لا يعلم ما وراء الجدران فيها إلا الله، فبعضها تعيش سعادة ووئاما وانسجاما قائما على طاعة الله ومراعاة حدوده، والبعضُ الآخر تعاني تفككا وضياعا وانحرافا عن جادة الصواب.

إن السعي في إصلاح البيوت سعيٌ في صلاح الأمة، فالعالم الإسلامي دولٌ متعددة، وكل دولة فيها مدن، والمدينة مكونة من أحياء، والحي عبارة عن بيوت متجاورة، فإذا صلحت اللبنة وهي البيت؛ صلح البناء كله بإذن الله.

وأيضا فهذا الأمر مطلب لكل مسلم يقوم على بيت يرعاه، كما قال [صلى الله عليه
وسلم]: (الرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته)([2])، وقرر
[صلى الله عليه وسلم] هذا المعنى بلفظ آخر مما يدل على تأكده وخطره، فقال [صلى الله
عليه وسلم]: (إن الله تعالى سائلٌ كلَّ راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه؟ حتى يسأل الرجلَ عن أهل بيته)([3])، فهذه النصوص تحرك قلب المؤمن ليسعى في صلاح بيته، لأنه مُقدِمٌ على سؤال وحساب بين يدي الملك الوهاب.

والله تعالى أمرنا أن نقيَ أنفسنا وأهلينا من عذابه، وفي إصلاح البيت عملٌ لهذه الوقاية، قال جل وعلا: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ] {التحريم: 6[.

وهذا البيت هو المكان الحصين من الفتن، كما شرع للمرأة أن تلزمه درءا للفتنة عنها، والفتنة بها، فقال تعالى: }وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ{ ]الأحزاب: 33 [، وهو كذلك المكانُ الحصين للرجل من الفتنة، وفي أوقات الفتن، كما في حديث أبي موسى
[رضي الله عنه] عن النبي [صلى الله عليه وسلم] قال: (سلامة الرجل في الفتنة أن يلزم بيته)([4])، وعن عقبة بن عامر
[رضي الله عنه] قال: لقيت رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فقلت: ما النجاة؟ فقال: (أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك)([5]).

وعن معاذ بن جبل [رضي الله عنه] قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: (خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله عز وجل: من عاد مريضا، أو خرج مع جنازة، أو خرج غازيا، أو دخل على إمام يريد تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس)([6]).

ومما يبين أهمية الموضوع أيضا: أن أكثر الناس يقضون غالبَ أوقاتِهم في بيوتهم، وفيها يتربى الجيل الناشئ، ويتلقى ما يقدمه الوالدان له، إن خيرا أو شرا، فكان لا بد من طرق الموضوع والسعيِ في إصلاح البيوت، وعمارتها العمارةَ المعنوية بالإيمان والخير والفضيلة والخلق الحسن، وتطهيرها من الشرور، لأن كثيرا من الناس اهتم بعمارة بيته العمارة الحسية، وفرط في عمارته العمارة المعنوية وهي أهم وأبقى، وقد كان لنبينا
[صلى الله عليه وسلم] تسعةُ أبيات، وكانت حجراتٍ متواضعةً ملاصقةً للمسجد، قال عطاء الخراساني: أدركت حُجَرَ أزواجِ رسولِ الله من جريد النخل، على أبوابها المسوح من شعر أسود، فحضرت كتاب الوليد بن عبد الملك يُقرأ يأمر بإدخال حجر أزواج النبي
[صلى الله عليه وسلم] في مسجد رسول الله، فما رأيت يوما أكثر باكيا من ذلك اليوم، قال عطاء: فسمعت سعيد بن المسيب يقول يومئذ: والله لوددت أنهم تركوها على حالها ينشأ ناشئ من أهل المدينة ويقدم القادم من الأفق فيرى ما اكتفى به رسول الله في حياته فيكون ذلك مما يزهد الناس في التكاثر والتفاخر في الدنيا ([7]).

ولا يعني ذلك إهمالَ عمارته، بل يختار المرء بيتا مناسبا لحاله من غير تضييق ولا إسراف أو تكلف، كما قال
[صلى الله عليه وسلم]: (إن الله تعالى يُحِبُّ أن يَرى أثرَ نعمتهِ على عبده)([8]).

وفي الحديث عن سعد بن أبي وقاص [رضي الله عنه] عن النبي [صلى الله عليه وسلم] قال: (أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء، وأربع من الشقاء: الجار السوء، والمرأة السوء، والمسكن الضيق، والمركب السوء)([9])، وعنه
[رضي الله عنه] عن النبي [صلى الله عليه وسلم] قال: (ثلاث من السعادة، وثلاث من الشقاوة، فمن السعادة: المرأة تراها تعجبك وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعةً كثيرةَ المرافق..)([10]).

ولعلي ألمُّ شتاتَ الموضوع، وأجمع أطرافَه في المعالم الآتية:

المعلم الأول: صلاح الركنين

نعم أيها الإخوة .. من أهم معالم إصلاح البيت: صلاحُ ركنيه اللذين يقوم عليهما، وهما الزوجان اللذين يقترنان ويجتمعان وينشأ منهما الأسرة التي تعمر البيت، فلا بد أولا أن ينظر الرجلُ فيمن يختار لتكون راعيةَ بيته، وأمَّ أولاده، ومن جهة أخرى لا بد للولي أن ينظر أين يضع موليته ليكون راعيَ بيتها والقائمَ عليه، فكم من الرجال من تساهل في اختيار الزوجة، وغره بريقُ الجمال، لكنه تجرع العلقمَ بعد ذلك من إهمال زوجته وتضييعها لواجباتها في إدارة البيت والقيام عليه ومتابعة أبنائه، وكذا كم خُدع بعضُ الفتيات الطيبات بمن تقدم لهن ثم أصبحن يقاسين الهم والأسى في بيوتهن بسبب انحراف زوجها، وتضييعه لمسؤوليته في قيادة البيت ورعايته.

فإذا سعينا في توافق ركني البيت وصلاحهما، وهما الزوجان كان ذلك سببا في صلاح البيوت بإذن الله، لأن البلد الطيب يخرج نباته طيبا بإذن ربه، وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا.  

حدث ثوبان [رضي الله عنه] يوما فقال: لما نزل في الفضة والذهب ما نزل، قالوا: فأي المال نتخذ؟ قال عمر
[رضي الله عنه]: فأنا أعلم لكم ذلك، فأوضع – يعني أسرع – على بعيره، فأدرك النبيَّ
[صلى الله عليه وسلم] وأنا في أَثَرِهِ، فقال: يا رسول الله أي المال نتخذ؟ فقال
[صلى الله عليه وسلم]: (ليتخذ أحدكم قلبا شاكرا، ولسانا ذاكرا، وزوجة مؤمنة تعين أحدَكم على أمر الآخرة)([11]).

المعلم الثاني: الطاعة والعبادة

إن من أعظم أسباب صلاح البيوت وبركتِها؛ أن تعمرَ بطاعة الله ، وأن تحيا بعبادته وذكره، قال الله عز وجل: {وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين} ]يونس: 87[، قال ابن عباس رضي الله عنهما: “أُمِروا أن يتخذوها مساجد”([12]).

وكان نبينا [صلى الله عليه وسلم] يصلي في بيته من النوافل، ويطيل الصلاة حتى تتفطر قدماه من قيام الليل، وقال
[صلى الله عليه وسلم]: (صلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضلَ صلاةِ المرء في بيته إلا الصلاةَ المكتوبة)([13]).

وعن جابر [رضي الله عنه] قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: (إذا قضى أحدُكم الصلاةَ في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا)([14]).

وجاء عن رجل من أصحاب النبي [صلى الله عليه وسلم] قال: (تطوُّعُ الرجل في بيتِهِ يزيدُ على تطوُّعِه عندَ الناس، كفضْلِ صلاة الرجل في جماعةٍ على صلاتهِ وحدَه)([15]).

وعن أبي هريرة [رضي الله عنه] أن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] قال: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)([16]).

واستمعوا رحمكم الله إلى الفرق بين بيتين، أحدهما عامرٌ بذكر الله فيه، والبيت الآخر خالٍ من هذا الذكر، وذلك فيما رواه أبو موسى الأشعري
[رضي الله عنه] عن النبي [صلى الله عليه وسلم] قال: (مثل البيتُ الذي يُذكر الله فيه والبيتُ الذي لا يذكرُ الله فيه؛ مثل الحي والميت)([17])، وأي فرق بين الحي والميت.

نعم أيها الإخوة .. إن بعض بيوت المسلمين ميتةٌ مظلمةٌ موحشةٌ، تعلو فيها أصواتُ الغناء والموسيقى، واللغطُ والضحك، لا يكاد يقرأ فيها القرآنُ إلا بين الهلالين، فإذا أعلن دخولُ رمضان أخرجت المصاحف، فإذا أعلن خروجُه أدخلت، بيوتٌ مقفرةٌ من ذكر الله، ومن العلم الشرعي المسموع من العلماء والدعاة، ولذا لا عجب أن عشعشت فيها الشياطين، وخرجت منها الملائكة.

إن من أسباب حفظ البيت وأهله أن يكون معمورا بذكر الله، من تلاوة كتابه، والعناية بالأذكار الشرعية المشروعة في الأوقات والأحوال المتنوعة، عن جابر
[رضي الله عنه] عن النبي [صلى الله عليه وسلم] قال: (إذا دخل الرجل بيته فذكر اسم الله تعالى حين يدخل وحين يطعم قال الشيطان: لا مبيت لكم و لا عشاء هاهنا، وإن دخل فلم يذكر اسم الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت وإن لم يذكر اسم الله عند مطعمه قال: أدركتم المبيت و العشاء)([18]).

وعن النعمان بن بشير [رضي الله عنه] عن النبي [صلى الله عليه وسلم] قال: (إن الله تعالى كتب كتابا قبل أن يخلق السموات و الأرض بألفي عام وهو عند العرش، وإنه أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان)([19]).

وقال أبو هريرة [رضي الله عنه]: إن البيت ليتسع على أهله وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين ويكثر خيره أن يقرأ فيه القرآن[20].

بارك الله ..

الخطبة الثانية:

لقد دلت سنةُ النبيِّ [صلى الله عليه وسلم] والسلف الصالحين على تحقيق هذا المعلم، فكان
[صلى الله عليه وسلم] يصلي النوافل في بيته، ويحث على ذلك كما سبق، وكم لهذا العمل من أثر تربوي على الأطفال حين يرون أباهم يصلي في بيته، فينشأون على حب الصلاة وإلفها، ويتسابقون لمصافته وتقليده في حركاته.

عن عائشة قالت: “لقد كان رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يضع رأسه في حجري وأنا حائض ويقرأ القرآن”([21]). ومن أخبار السلف في هذا أن عتبان بن مالك
[رضي الله عنه] قال: كنت أصلي بقومي فأتيت رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فقلت: إني قد أنكرت بصري وإن السيول تحول بيني وبين مسجد قومي، فلوددت أنك جئت فصليت في بيتي مكانا أتخذه مسجدا، ففعل رسول الله
[صلى الله عليه وسلم]، وأجاب طلبه ([22]).

وقالت فاطمة بنت عبد الملك: لم أكن أرى رجلا من الناس كان أشد فرقا من ربه من عمر بن عبد العزيز – وهو زوجها – قالت: كان إذا دخل بيته ألقى نفسه في مسجده فلا يزال يبكي ويدعو حتى تغلبه عيناه فيسقط فيفعل مثل ذلك ليله أجمع حتى اختلفت أضلاعه.

بيوت الصالحـين لها دويٌ   ***   بذكر الله رب العالمينا

لها نورٌ من التوفيق عالٍ  ***  كأن شعاعَه من طور سينا

إن من النصائح العملية في هذا المعلم: أن تحيا العبادة في بيوتنا على اختلاف أنواعها من الصلاة والصيام والصدقة والذكر، وأول ذلك وأولاه الفرائض والواجبات، وأن يكون الأب قدوة في بيته بالسبق والمبادرة إلى هذه الفضائل، وما أجمل أن يشارك الأب أبناءه في تسميع مقطع من القرآن، أو أن يشجعهم بحفظ مجموعة من الأذكار، وأن يدوي القرآن في جنبات البيت بقراءة قارئ حسن الصوت عن طريق الأشرطة، وهكذا تصلح البيوت، وتحل فيها البركة، وتغشاها السكينة، وتحفها الملائكة، وترفرف عليها السعادة والهناء.

اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا، ربنا هب لنا من أزواجنا ..

 

([1]) تفسير ابن كثير: (4/ 591).

([2]) رواه البخاري: (893), ومسلم: (1829). عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما.

([3]) رواه النسائي (292), وأحمد (4637), وابن حبان (4493), وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1774).

([4]) رواه الديلمي في مسند الفردوس, كما في كنز العمال (30825), وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3649).

([5]) رواه أحمد (17334), والترمذي (2406), والطبراني في الكبير (741) واللفظ له, وصححه الألباني في الصحيحة (890).

([6]) رواه أحمد (22093), والطبراني في الكبير: (55) واللفظ  له, وصححه الألباني في صحيح الجامع: (5564).

([7]) (الطبقات الكبرى) لابن سعد (8/ 167).

وجاء في صحيح الأدب المفرد (1/ 187): عن الحسن البصري قال: كنتُ أدخل بيوت أزواج النبي
[صلى الله عليه وسلم] في خلافة عثمان بن عفان، فأتناول سُقُفَها بيدِي. وعن داود بن قيس قال: رأيت الحجرات من جريد النخل مغشياً من خارج بمسوح الشعر، وأظن عرض البيت من باب الحجرة إلى باب البيت نحواً من ست أو سبع أذرع، وأحزِرُ البيت لداخل عشر أذرع، وأظن سمكه بين الثمان والسبع نحو ذلك. ووقفت عند باب عائشة، فإذا هو مستقبل المغرب.

([8]) رواه الترمذي: (2819), وأحمد: (8107), , وحسنه الألباني في صحيح الجامع: (1887). عن ابن عمرو رضي الله عنهما. وله ألفاظ متعددة.

([9]) رواه ابن حبان: (4032), والبيهقي في الشعب: (9109), وصححه الألباني في صحيح الجامع: (887).

([10]) رواه الحاكم في المستدرك: (2684), وحسنه الألباني في الصحيحة: (1047).

([11]) رواه الترمذي (3351), وابن ماجه (1856), وأحمد (22392), وصححه الألباني في صحيح الجامع (5355).

([12]) رواه الطبري في تفسيره – ط شاكر -: (17794).

([13]) رواه البخاري: (731), ومسلم: (781). عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ
[رضي الله عنه] .

([14]) رواه مسلم: (778).

([15]) رواه ابن أبي شيبة (6455), وعبد الرزاق (4835), وصححه الألباني في الصحيحة: (3149).

([16]) رواه مسلم: (780).

([17]) رواه مسلم: (779).

([18]) رواه مسلم: (2018).

([19]) رواه الترمذي: (2882), وأحمد: (18414), وصححه الألباني في صحيح الجامع: (1799).

[20] رواه الدارمي (3352) بسند صحيح.

([21]) رواه البخاري: (297), ومسلم: (301).

([22]) رواه البخاري: (840), ومسلم: (33).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى