خطب الجمعةخطب صوتيةخطب نصية

نصرة المسلمين والتفاعل مع قضاياهم

 

إن الحمد لله .. اتقوا الله ..

عباد الله .. رابطةُ الإيمان أقوى الروابط وأمتنُها، فإذا عمرت القلوبُ بالإيمان تلاقت الأرواحُ، وتكاتفت الأجساد، قال تعالى: {وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْض} [التوبة: 71]، أي في المحبة والنصرة، كما قال جل وعلا: {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10].

والاسم الذي يجمعنا: المسلمون، فهذه تسمية الله لنا، ولا نبغي بها بدلا؛ {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا} [الحج: 78].

هذه الرابطةُ الوثيقة، والآصرةُ المتينة تكون واقعا عمليا مشهودا في أوقات الحاجة والشدة لأن قلبَ صاحبها عُمِر بالإيمان، والتزم شرائعَ الإسلام، وعلى قدر تحقيقه لذلك تكون محبتُهُ ونصرتُهُ لإخوانه المسلمين، فمن الناس من يتفطرُ قلبُه ويتكدرُ حالُه إذا نزلت بفئة من المسلمين شدةٌ وبلاء، ومنهم من لا يحرك ساكنا إذا سلِمَ له مطعمُه ومشربُه ومنكحُه وراتبُه آخرَ الشهر.

لقد قررت الشريعةُ هذه اللحمةَ الإيمانية، والأخوةَ الإسلامية، بأقوى البيان، وأروع الأمثلة.

حدث النبي صلى لله عليه وسلم أصحابَه يوما، مقررا لهم هذا المعنى، فقال: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى) [رواه مسلم: (2586). عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه .] .

وأكد على هذا المعنى ليربي الصحابةَ والأمةَ من بعدهم، فقال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) ثم شبك بين أصابعه [ رواه البخاري: (6026). عن أَبِي مُوسَى رضي الله عنه .] . وقال صلى لله عليه وسلم: (المسلمون يدٌ على مَنْ سواهم، تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمَّتهم أدناهم، ويُجيرُ عليهم أقصاهم) [رواه أبو داود: (2751), والنسائي: (4734), وصححه الألباني في صحيح الجامع: (6666). عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه . وعن عَمرو بن شُعيب، عن أبيه عن جده رضي الله عنه .] .

وقال صلى لله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) [رواه البخاري: (13), ومسلم: (45). عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه .] .

وعن ابن عباس قال: سمعت النبي صلى لله عليه وسلم يقول: (ليس المؤمن الذي يشبعُ وجارُه جائع) [رواه البخاري في الأدب المفرد: (112), وصححه الألباني في صحيح الأدب: (82). وفي رواية: عَنْ أَنَسٍ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: ” مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا, وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ , وَهو يَعْلَمُ بِهِ “رواه الطبراني في الكبير: (751), وصححه الألباني في صحيح الجامع: (5505). ] .

رغب النبي صلى لله عليه وسلم في كل ما يقوي هذه الرابطةَ بأسلوب الترغيب وذكرِ الفضائل، في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى لله عليه وسلم قال: (أحب الناس إلى الله أنفعُهم، وأحب الأعمالِ إلى الله عز وجل سرورٌ تدخلُه على مسلم، أو تكشفُ عنه كربةً، أو تقضي عنه دينا، أو تطردُ عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحبُّ إليَّ من أن أعتكفَ في المسجد شهرا، ومن كف غضبَه ستر الله عورتَه، ومن كظم غيظا ولو شاء أن يمضيَه أمضاه ملأ الله قلبَه رضىً يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له؛ أثبت الله تعالى قدمَه يوم تزل الأقدام) [رواه الطبراني في الأوسط: (6026), وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج: (36) واللفظ له, وحسنه الألباني في صحيح الجامع: (176).] .

ولم يكن النبي صلى لله عليه وسلم يقرر هذا المبدأ بقوله فحسب، بل امتثله في وقائعَ كثيرة، منها أنه كان صلى لله عليه وسلم مع أصحابه يوما إذ دخل عليه قومٌ من مضر قد أصابهم الجهدُ الشديد، فتمعر وجه رسول الله صلى لله عليه وسلم – أي تغير- لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج فأمر بلالا فأذن وأقام فصلى ثم خطب خطبة حث فيها على الصدقة، فتصدقوا، قال الراوي: ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله صلى لله عليه وسلم يتهلل كأنه مُذهَبَةٌ – أي أن وجهه صلى لله عليه وسلم صار يبرق سرورا وفرحا كالفضة المذهبة [رواه مسلم: (1017). عن جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه .] .

وفي غزوة الخندق أصاب الناسَ جهدٌ وضيقٌ شديد، قال جابر رضي الله عنه: قام النبي صلى لله عليه وسلم وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا، فذهب جابر إلى امرأته، فقال: رأيت بالنبي صلى لله عليه وسلم شيئا ما كان في ذلك صبر فعندك شيء؟ قالت: عندي شعير وعناق، فذبحت العناق، وطحنت الشعير، حتى جعلنا اللحم في البرمة، ثم جئت النبي صلى لله عليه وسلم والعجين قد انكسر، والبرمة بين الأثافي قد كادت أن تنضج، فقلت: طعيم لي، فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان، لكنه صلى لله عليه وسلم الحريص على أمته الرحيم بهم، كيف يذهب ويأكل دونهم، فنادى: يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع طعاما فحي هلا، فجاء المهاجرون والأنصار، وكانوا ألفا!، وطرح الله البركة في الطعام، قال جابر رضي الله عنه: فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو [ رواه البخاري: (4101).] .

ولما قتل سبعون رجلا من خيرة أصحابه في بئر معونة كانوا يسمون القراء حزن حزنا شديدا، وقنت على من غدر بهم في صلاته شهرا. قال أنس رضي الله عنه: فما رأيته وجد على أحد ما وجد عليهم [رواه البخاري: (3170), ومسلم: (677). عن أنس رضي الله عنه .] .

فكان صلى لله عليه وسلم كما وصفه عثمان رضي الله عنه: إِنِّا وَالله قَدْ صَحِبْنَا رَسُولَ الله صلى لله عليه وسلم فِي السَّفَرِ وَالحَضَرِ، يَعُودُ مَرْضَانَا، وَيَتَّبِعُ جَنَائِزَنَا، وَيَغْزُو مَعَنَا، وَيُوَاسِينَا بِالقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ [رواه أحمد: (504). وقال محققوه: إسناده حسن.] .

وسار على نهجه أصحابُه من بعده، فلمَّا غَلَا السَّمْنُ فِي عَهْدِ عُمَرَ رضي الله عنه اكْتَفَى بِالزَّيْتِ؛ فَقَرْقَرَ بَطْنُهُ مِنْهُ، فَقال رضي الله عنه: “قَرْقِرْ مَا شِئْتَ، فَوَالله لاَ تَأْكُلُ السمْنَ حَتَّى يَأْكُلَهُ النَّاس” [رَوَاهُ أَحْمَد في الزهد: (636), وقال محققو المسند: (1/532): إسناده حسن. وعند البيهقي في الكبرى (17909): عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَصَابَ النَّاسَ سَنَةٌ غَلَا فِيهَا السَّمْنُ، فَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَأْكُلُ الزَّيْتَ فَيُقَرْقِرُ بَطْنُهُ “. وَفِي رِوَايَةِ يَحْيَى قَالَ: ” كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَأْكُلُهُ، فَلَمَّا قَلَّ قَالَ: ” لَا آكُلُهُ حَتَّى يَأْكُلَهُ النَّاسُ “. قَالَ: فَكَانَ يَأْكُلُ الزَّيْتَ فَيُقَرْقِرُ بَطْنُهُ “. قَالَ ابْنُ مُكْرَمٍ فِي رِوَايَتِهِ: ” فَقَالَ: ” قَرْقِرْ مَا شِئْتَ فَوَاللهِ لَا آكُلُ السَّمْنَ حَتَّى يَأْكُلَهُ النَّاسُ “. ثُمَّ قَالَ لِي: ” اكْسِرْ حَرَّهُ عَنِّي بِالنَّارِ “. فَكُنْتُ أَطْبُخُهُ لَهُ فَيَأْكُلُهُ.] .

وأُرسِل إلى عائشة رضي الله عنها بِمِئَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَمَا أَمْسَتْ حَتَّى فَرَّقَتْهَا، فَقَالَتْ لَهَا مَوْلَاتُهَا: لَوْ اشْتَرَيْتِ لَنَا مِنْهَا بِدِرْهَمٍ لَحْماً? فَقَالَتْ: ألَا قُلْتِ لِي؟! [رواه أبو نعيم في “الحلية”: (2/47)، والحاكم: (4/13).] .

الله أكبر، لَقَدْ نَسِيَتْ نَفْسَهَا بسبب اهْتِمَامِهَا بِغَيرِهَا.

قَالَ أَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: (لَقَدْ رَأَيْتُنَا فِي مَجْلِسِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ أَرْبَعَيْنَ فَقِيهًا أَدْنَى خَصْلَةٍ فِينَا التَّوَاسِي بِمَا فِي أَيْدِينَا).

وكَانَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: “إِذَا أَمْسَى تَصَدَّقَ بِمَا فِي بَيْتِهِ مِنْ فَضْلِ الطَّعَامِ وَالثِّيَابِ ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ مَنْ مَاتَ جُوعًا فَلاَ تُؤَاخِذْنِي بِهِ، وَمَنْ مَاتَ عُرْيَانًا فَلاَ تُؤَاخِذْنِي بِه”.

وَذَكَرَتْ فَاطِمَةُ امْرَأَةُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى أَنَّهَا دَخَلَتْ عَليه فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي مُصَلَّاهُ مُعْتَمِدًا، يَدُهُ عَلَى خَدِّهِ، سائِلَةٌ دُمُوعُهُ عَلَى لِحْيَتِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَلِشَيْءٍ حَدَثَ؟ قَالَ: يَا فَاطِمَةُ، إِنَّي تَقَلَّدْتُ أَمْرَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى لله عليه وسلم أَحْمَرَهَا وَأَسْوَدَهَا، فَتَفَكَّرْتُ فِي الْفَقِيرِ الْجَائِعِ، وَالمَرِيضِ الضَّائِعِ، وَالغَازِيْ المَجْهُودِ، وَالمَظْلُومِ المَقْهُورِ، وَالغَرِيبِ الأَسِيرِ، وَالشَّيْخِ الْكَبِيرِ، وَذِي الْعِيَالِ الْكَثِيرِ وَالمَالِ الْقَلِيلِ، وَأَشْبَاهِهِم فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ وَأَطْرَافِ الْبِلَادِ، فَعَلِمْتُ أَنَّ رَبِّي سَيَسْأَلُنِي عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنَّ خَصْمِي دُونَهُمْ مُحَمَّدٌ صلى لله عليه وسلمفَخَشِيتُ أَنْ لَا يُثَبِّتَ لِي حُجَةً عِندَ خُصُومَتِهِ، فَرَحِمْتُ نَفْسِي فَبَكَيتُ.

أيها الإخوة .. أين هذه الرابطةُ الإيمانية، والاهتمامُ بحال المسلمين، والتأثرُ بمصابهم؟.

هل تذكرنا من حولنا من الفقراء من أقارب أو جيران، أو من عموم المسلمين، هل تذكرنا إخوانا لنا في الدين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، ممن هدمت بيوتهم أو دمرتهم الحروب أو أدقعهم الفقر، أين أخوة المؤمن لأخيه، قال صلى لله عليه وسلم: “إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قلَّ طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم بالسوية، فهم مني وأنا منهم” [رواه البخاري: (2486), ومسلم: (2500). عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه .] .

وقال صلى لله عليه وسلم: “من كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له” [رواه مسلم: (1728). عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه .] .

تذكروا قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ ٱللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلاَ شُكُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً * فَوَقَـٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ ٱلْيَومِ وَلَقَّـٰهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةً وَحَرِيراً * مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَىٰ ٱلأَرَائِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً}[الإنسان: 13].

بارك الله ..

الخطبة الثانية:

أيها الإخوة .. وبعد أن سمعنا ما سبق من النصوص والآثار؛ دعونا نقلب الطرف، وننظر فيما حولنا.

فأول ما تقع عليه العين ذاك الجرح النازف في الشام، فاضت أرواحُ عشراتِ الآلاف من المسلمين، تدك البيوتُ على أهلها، وتقصفُ الأحياءُ السكنيةُ بالأسلحة الثقيلة، وتعذيب وإذلال للناس، وتبع ذلك ضائقةٌ في المعيشة، وغلاء في الأسعار، حتى شح الغذاء والدواء، والوقود والكساء، هام مئات الألوف وأخرجوا من بيوتهم، وفرُّوا بنسائهم وأطفالهم، ومعهم كبار السن والمعوقين، وأصبحوا لاجئين في مخيمات متواضعة، وأحوال مؤسفة، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

وإذا انعطفت ببصرك رأيت مصابا جللا، ونازلة فادحة حلت في غزة من أرض فلسطين؛ الأرض المباركة، الأرض المقدسة. تقتيل وتشريد وتدمير وعربدة يهودية أما نظر العالم وسمعه

نسبى ونطرد يا أبي ونباد *** فإلى متى يتطاول الأوغاد
والى متى تدمي الجراح قلوبنا *** والى متى تتقرح الأكباد

وإذا شرقت قليلا رأيت البلية في العراق أرض الرافدين، وما أصاب أهلَ السنة من شدة ولأواء، وكرب وعناء، حيث شرد الآلاف، ومن بقي ففي خوف وقلق.

وإذا انحدرت جنوبا ففي اليمن أرضِ الإيمان والحكمة جرح نازف، وبلاء عاصف، حيث تسلط الحوثيون على أهل السنة، واحتلوا أرضهم، ودمروا مساجدهم، وقتلوا وشردوا ونكلوا، مع ما هم فيه من حاجة ومسغبة، وغلاء في الأسعار، وشح في بعض الضرورات.

وفي إقليم أراكان في دولة ميانمار التي كانت تعرف بـ بورما مصاب ونازلة.

وفي أفريقيا الوسطى بلية وفاجعة.

فجائعُ الدهر أنواعٌ مُنوَّعة *** وللزمان مسرّاتٌ وأحزانُ
تلك المصيبةُ أنستْ ما تقدمها *** وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم *** قتلى وأسرى فما يهتز إنسان ؟
ماذا التقاُطع في الإسلام بينكمُ *** وأنتمْ يا عبادَ الله إخوانُ ؟
ألا نفوسٌ أبياتٌ لها هممٌ *** أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما *** كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ *** إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ

ألحوا بالدعاء لهم في هذه الموسم الشريف ليلا ونهارا، ادعموهم بالمال عبر القنوات الموثوقة، ساندوهم بالدعم الإعلامي، فهو سلاح العصر الفتاك لمن يستطيع ذلك بقلمه وبيانه في وسائل الإعلام ومواقع التواصل، وإحياء الأمة وربطها بهذه القضية.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى