سلامة الصدر [2] (أسباب التشاحن والتباغض، وأسباب حصول سلامة الصدر)
إن الحمد لله ..
إن سلامةَ الصدر ونقاءَ السريرة وطهارة القلب بين المسلمين مطلبٌ عظيم حث عليه
الشرع، ورغب فيه ودعا إليه، وسبق بيان فضله ومنزلته في الدين، لكن حينما نلتفت
فيما حولنا يمنة ويسرة نجد واقعا مؤسفا من انتشار الكراهية والبغضاء، أو العداوة
والشحناء، أو القطيعة والنفرة بين بعض المسلمين.
إن هذا الأمر يستدعي قيام المصلحين والناصحين بالبحث عن أسباب ذلك وبيانها على
الناس للحذر والتحذير منها، فلعلنا نذكر هذه الأسباب لنتقيها قبل أن يحصل بيننا
وبين إخواننا شيء مما يكدر صفو الأخوة الإسلامية، فالوقاية خير من العلاج. فمن
أسباب ذلك:
نزغ الشيطان : وهو إفساده، قال تعالى: }وَقُل لِعِبَادِي يَقُولُوا الّتي هِيَ
أحسَنُ إنّ الشَيطَانَ يَنَزَغُ بَيَنَهُم إن الشَيطَانَ كَانَ للإنَسانِ عَدُوّاً
مُبِيناً {[الإسراء: 53]، وعن جابر [رضي الله عنه] عن النبي [صلى الله عليه وسلم] قال: (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم)([1]).
فهو يسعى في التحريش بينهم بالخصومات والمشاحنات والفتن.
وعن سليمان بن صرد [رضي الله عنه] قال: كنت جالسا مع النبي [صلى الله عليه وسلم] ورجلان يستبان فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه، فقال النبي [صلى الله عليه وسلم]:
(إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه
ما يجد)، فقالوا له: إن النبي [صلى الله عليه وسلم] قال تعوذ بالله من الشيطان،
فقال: “وهل بي جنون”([2]).
وعن أبي هريرة [رضي الله عنه] أن رجلا شتم أبا بكر والنبي [صلى الله عليه وسلم] جالس، فجعل النبي [صلى الله عليه وسلم] يعجب ويتبسم، فلما أكثر رد عليه بعض قوله،
فغضب النبي [صلى الله عليه وسلم] وقام، فلحقه أبو بكر فقال: يا رسول الله، كان
يشتمني وأنت جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت، فقال [صلى الله عليه وسلم]:
“إنه كان معك ملك يرد عنك، فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان، فلم أكن لأقعد
مع الشيطان”([3]).
نعم أيها الإخوة .. إن الشيطان يصول ويجول ليفسد بين الإخوان، فإذا صار بين
اثنين شيءٌ أزَّ أحدَهما لينتصر لنفسه ويرد على الآخر ويوهمه أنه إن سكت فقد هُزم،
وقلَّ قدرُهُ عند الناس، فلا يزال به حتى ينتصر ويرد على أخيه، ثم يحرك الثاني
ليرد على الأول وهكذا يشعل العداوة والفتنة بينهما. فمن صار بينه وبين أخيه شيء
في نقاش أو خلاف أو موقف ما فليبادر بالتعوذ من الشيطان، وذكر الله تعالى.
وإِنِّي لَتَرَّاكُ الضَّغِينَةِ قَدْ بَدَا | *** | ثَرَاها مِن المَوْلَى فلا أَسْتَثِيرُها |
مَخَافَةَ أَنْ تَجْنِي علَيَّ، وإِنَّمَا | *** | يَهيجُ كَبِيرَاتِ الأُمورِ صَغيرُها |
الغضب: فالغضب مفتاح كل شر، جاء رجل إلى النبي [صلى الله عليه وسلم] فقال: أوصِني.
فقال: لا تَغضب. فردَّدَ مراراً، قال: لا تَغضب ([4]).
الغضب جمرة تتوقد في قلب ابن آدم، فكم جرَّ من ويلات وعداوات وجرائم، فمن فار
دمُه وغضب فليسكت وليتوضأ، وإن كان قائما فليجلس، وليحذر من التصرف واتخاذ أي قرار
حال الغضب، بل ينتظر حتى يهدأ ويسكن غضبُه.
المراء، وهو الجدال فإنه سبب مباشر لنشوء الخلافات، فكثيرا ما تدور الأحاديث
في المجالس ثم يقع خلاف في الرأي بين اثنين، فيدافع كل منهما عن رأيه ويجادل، ويشتد
المراء وترتفع الأصوات، وغالبا ما تتكدر النفوس بعد ذلك.
عن أبي أمامة [رضي الله عنه] قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: “أنا زعيم
ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب
وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه”([5]).
والزعيم هو الضامن .
عن يحيى بن أبي كثير أن سليمان بن داود عليه السلام قال لابنه : يا بني إياك
والمراء فإن نفعه قليل وهو يهيج العداوة بين الإخوان .
فلنحذر من هذه المجادلات واحتدام النقاش ورفع الأصوات، فإن عاقبة ذلك سيئة،
بل نتحاور في هدوء، ونتناقش فيما اختلفنا فيه مع التزام أدب الحديث والحوار والمجلس.
النميمة: وهي من أسباب الشحناء والقطيعة والتنافر، ووسيلة إلى التفريق بين الناس
وإفساد قلوبهم، ولذا جاء الترهيب منها شديدا في الدين الحنيف.
عَنْ حُذَيْفَةَ [رضي الله عنه] أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلاً يَنِمُّ الْحَدِيثَ.
فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ [صلى الله عليه وسلم] يَقُولُ: ( لاَ يَدْخُلُ
الْجَنَّةَ نَمَّامٌ)([6]). وهي
من أسباب عذاب القبر، فقد مر النبي [صلى الله عليه وسلم] على قبرين فقال: “إنهما
ليعذبان، وما يعذبان في كبير”، وذكر أن أحدهما كان يمشي بالنميمة .([7]).
إن في المجتمع أفرادا مرضت قلوبُهم، وفسدت نفوسُهم فسعوا في الإيقاع والإفساد
بين الناس بنقل الكلام لهذه الغاية وصاروا من جنود إبليس، فاحذر النميمة، واحذر
أن تصدق النمام أو تقبل كلامه.
الحسد: وهو تمني زوال النعمة عن الغير، وهو سبب منتشر للكراهية والنفرة بين
بعض المسلمين، يحسد أخاه بسبب تفوقه عليه في الوظيفة، أو في المال من تجارة أو
عقار أو غير ذلك، أو تفوقه بشهرة ومحبة عند الناس أو لغير ذلك مما يحصل غالبا بين
الأقران.
وهذا الحسد يشتعل في نفس الحاسد، ويقوده إلى غيبة المحسود أو البهتان عليه،
أو السعي في إضراره، أو الاعتداء عليه في بدنه أو ماله أو عرضه، فتنشأ العداوات
والبغضاء بسبب هذا الحسد، وما علم المحسود أنه بهذا كأنه يعترض على قدر الله الذي
ساق نعمه لذاك المحسود. ولذا على المرء أن يعلم ويؤمن أن الله عليم حكيم، يعطي
من يشاء ويمنع من يشاء، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، فيطمئن قلبه، وينشرح صدره،
ويحمد ربه ويرضى بما قدر له، وإذا رأى أو سمع نعمة لأحد فيعود لسانه أن يقول: ما
شاء الله، لا قوة إلا بالله. وأيضا فليعوذ الإنسان نفسه وأهله من شر الحاسدين كما
جاء في سورة الفلق.
كثرة المزاح: فأصل المزاح مطلوب في العلاقات بين الأصدقاء والأصحاب، لكنه إذا
زاد أورث الضغينة والشر، والمزاح كالملح للطعام قليله يكفي وإن كثر أضر وأهلك.
العُجب والكبر: فإن من تكبر على الناس وأعجب بنفسه، رآهم دونه، وأنه فوقهم فيحتقرهم
ويأنف من صلتهم ومجالستهم، فيبادلونه شعور الكراهية والبغض. وأخبر النبي [صلى الله
عليه وسلم] في الحديث الصحيح أنه لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر.
فعلى المسلم أن يعرف قدر نفسه، وليحذر غاية الحذر من التكبر والإعجاب بنفسه
أو علمه أو منصبه أو منزله أو سيارته أو غير ذلك، وليعلم المرء أن من تواضع لله
رفعه الله وزاد قدره عند الناس.
سوء الظن: فكم فرق سوء الظن بين اثنين، وكم زرع من عداوات وقطيعات بسبب ظنون
موهومة، وتوقعات مزعومة.
يقول تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ
إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ{ [الحجرات: 12]، وقال سبحانه: }إِنَّ الظَّنَّ لَا
يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا{ [يونس: 36]. وقال النبي [صلى الله عليه وسلم]:
(إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا
تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا )([8]).
إن بعض الناس يسير في تعامله مع الناس على مبدأ غريب يقوم على الشك والريبة،
وحمل التصرفات أو الأقوال التي يسمعها على أسوأ المحامل، فيقول: قال فلان اليوم
كذا وقصده كذا، وفعل فلان كذا وقصده كذا، ويضخم الأمور، ويعيش المسكين في أوهام
وخيالات يتعب بها نفسَه وتفكيرَه، ولو أنه أحسن الظن لارتاح في نفسه، وطابت له
حياته، وانشرح صدره، وتوثقت علاقته بالآخرين، وصار يحبهم ويحبونه.
قال بعض السلف: لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا.
وقال ابن سيرين رحمه الله: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا فإن لم تجد فقل
: لعل له عذرًا لا أعرفه.
التنافس على الدنيا: والمراد التنافس المذموم المؤدي إلى الوقوع في المحرمات
والعداوات والمشاحنات، فهذا يحقد على زميله لأنه ترقى قبله، أو لأنه أعطي انتدابا
أو خارج دوام وهو لم يعط ذلك. وذاك يحقد على أخيه لأنه ملك منزلا أو سيارة فارهة
وهو لم يستطع ذلك، وهكذا يؤدي التنافس المذموم إلى هذه العواقب.
وهذه الدنيا كلها أحقر من ذلك كله، فهي فانية زائلة:
وَمَا هِي إلاَّ جِيـفَةٌ مُسْتَحِيـلَةٌ | *** | عليها كلابٌ همّهنَّ اجتذابها |
فإنْ تَجْتَنِبْها كُنْتَ سِلْماً لأَهْلها | *** | وإن تَجْتَذِبْهَا نَازَعتْكَ كِلابُهَا |
عن عمرو بن عوف [رضي الله عنه] أن النبي [صلى الله عليه وسلم] قال: (والله ما
الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا
كما بُسِطَتْ على من كان قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كما تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ
كما أَهْلَكَتْهُمْ )([9]).
بارك الله ..
الخطبة الثانية:
الحمد لله ..
أيها الإخوة .. إن مما يعين المرء على سلامة صدره وطهارة قلبه أن يعمل
بأسباب ذلك مما جاء في الكتاب والسنة، وما دلت عليه تجارب الناس في تعاملهم مع
بعضهم، ومن ذلك:
1-3. ما جاء في التوجيه النبوي الذي رواه زيد بن ثابت [رضي الله عنه] مرفوعًا:
(ثلاث لا يُغِل عليهن صدر مسلم: إخلاص العمل لله عز وجل، ومناصحة أولي الأمر، ولزوم
جماعة المسملين…)([10]).
قال ابن الأثير عند هذا الحديث: “إن هذه الخلال الثلاث تُستصلح بها القلوب، فمن
تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والدخل والشر”([11]).
فمن امتثلها طهر قلبُه من الغل والحقد والشحناء.
ومن أسباب سلامة الصدر دعاء الله تعالى أن يجعل قلبك سليمًا من الضغائن والأحقاد
على إخوانك المؤمنين، قال الله تعالى: }وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا
تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ{
[الحشر: 10].
وكان من دعاء النبي [صلى الله عليه وسلم]: (رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب
دعوتي واهد قلبي وسدد لساني وثبت حجتي واسلل سخيمة قلبي)([12])،
والسخيمة: الغل والحقد.
5- ومن أسباب سلامة الصدر الإقبال على كتاب الله تعالى الذي أنزله شفاء لما
في الصدور، قال الله تعالى: }يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ
مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ{
[يونس: 57]، }قُل هُوَ لِلذِينَ ءَامَنُوا هُدىً وَشِفَآءٌ{ [فصلت: 44]، فكلما
أقبلت – يا عبد الله – على كتاب الله تلاوة وحفظًا وتدبرًا وفهمًا صلح صدرك وسلم
قلبك.
ومن الأسباب أن يعود المرء نفسه على محبة الخير للمسلمين، وأن يتمنى النعمة
لهم، ويربي أولاده على هذا الشعور. عَنْ أَنَسٍ [رضي الله عنه] عنِ النَّبِيِّ
[صلى الله عليه وسلم] قَالَ : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُؤْمِنُ عَبْدٌ
حَتَّى يُحِبَّ لِجَارِهِ – أَوْ قَالَ لأَخِيهِ – مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ )([13]).
ومن الأسباب: تحقيق الإيمان بالقضاء والقدر، ورضا العبد عن ربه وامتلاء قلبه
به، فالمؤمن الحق يسبح في فضاء القضاء يسلم لأمر الله الكوني، ويعلم أن الأرزاق
والمواهب مكتوبة مقضية، فيعيش مطمئن البال قرير العين، لا يحسد أحدا على فضل أعطاه
الله إياه.
ومن طرق إصلاح القلب وسلامة الصدر: إفشاء السلام بين المسلمين، عن أبي هريرة
أن النبي [صلى الله عليه وسلم] قال: (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى
تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)([14]).
ومن الأسباب: الابتسامة، فلها أثر عجيب في صفاء النفوس وتقريب القلوب، ولذا
حث الشرع عليها، فعن أبي ذَرٍّ [رضي الله عنه] قال : قال رسول اللَّهِ [صلى الله
عليه وسلم] ( تَبَسُّمُكَ في وَجْهِ أَخِيكَ لك صَدَقَةٌ)([15])،
وكان هذا من هدي النبي [صلى الله عليه وسلم] الذي ملك به القلوب، كما قال جرير
بن عبد الله [رضي الله عنه]: ما حجبني رسول الله [صلى الله عليه وسلم] منذ أسلمت،
ولا رآني إلا تبسم.
ومن الأسباب: الهدية، فلها أثر عجيب في توطيد المحبة، وتنقية العلاقات التي
يشوبها شيء بين الناس، عن أبي هريرة [رضي الله عنه] عن النّبيّ [صلى الله عليه
وسلم] قال: ” تهادوا تحابّوا “([16]).
تخفيف مخالطة الناس، وعدم البحث والتفتيش عن أحوالهم، وماذا فعل فلان؟ وماذا
فعلت فلانة؟ وفي الحديث عن النبي [صلى الله عليه وسلم]: (من حسن إسلام المرء تركه
ما لا يعنيه)([17]).
اختيار الألفاظ المناسبة والمهذبة في الحديث مع الناس، ومراعاة مشاعرهم أثناء
الحديث معهم، فإن الشيطان يتسلل بين الكلام فينزغ بين الإخوان لكلمة خرجت، قال
تعالى: }وَقُل لِعِبَادِي يَقُولُوا الّتي هِىَ أحسَنُ إنّ الشَيطَانَ يَنَزَغُ
بَيَنَهُم إن الشَيطَانَ كَانَ للإنَسانِ عَدُوّاً مُبِيناً { [الإسراء: 53].
ونختم الحديث بتنبيه في هذا الموضوع، وهو ما يظنه البعض أن سلامة الصدر تعني
الضعف والسذاجة وأن يكون المرء مغفلا يخدعه الناس ويضحكوا عليه، وليس الأمر كذلك،
قال ابن القيم رحمه الله: ” الفرق بين سلامة القلب والبله والتغفل: أن سلامة القلب
تكون من عدم إرادة الشر بعد معرفته، فيسلم قلبه من إرادته وقصده لا من معرفته والعمل
به، وهذا بخلاف البله والغفلة فإنها جهل وقلة معرفة، وهذا لا يحمد إذ هو نقص، وإنما
يحمد الناس من هو كذلك لسلامتهم منه. والكمال أن يكون عارفاً بتفاصيل الشر سليماً
من إرادته قال عمر بن الخطاب [رضي الله عنه]: لست بخبِ ولا يخدعني الخب، وكان عمر
أعقل من أن يُخدع، وأورع من أن يَخدَع”([18]).
اللهم ..
([2]) رواه البخاري: (3282), ومسلم: (2610).
([3]) رواه أحمد: (9624), وصحح إسناده
الألباني في الصحيحة: (2231) .
([5]) رواه أبو داود: (4800), وحسنه الألباني
في صحيح الجامع: (1464).
([7]) رواه البخاري: (218), ومسلم: (292).
عن ابن عباس رضي الله عنهما.
([8]) رواه مسلم: (2563). عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ [رضي الله عنه] .
([9]) رواه البخاري: (4015), ومسلم: (2961).
([10]) رواه أحمد: (13350), وصححه الألباني
في صحيح الجامع: (6766). عن زيد [رضي الله عنه], وجاء عن غيره.
([11]) النهاية لابن الأثير: (3/ 381).
([12]) رواه أبو داود: (1510), وأحمد:
(1997). وصححه الألباني في صحيح الجامع: (3485). عن ابن عباس رضي الله عنهما.
([13]) رواه البخاري: (13), ومسلم:
(45) واللفظ له.
([15]) رواه الترمذي: (1956), وابن
حبان: (474), وصححه الألباني في صحيح الجامع: (2908).
([16]) رواه البخاري في الأدب المفرد:
(594). وحسنه الألباني في صحيح الجامع: (3004).
([17]) رواه ابن ماجه: (3976), وأحمد:
(1737), رواه الترمذي: (2317), وصححه الألباني في صحيح الجامع: (5911). عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ [رضي الله عنه], وجاء عن غيره.
جامعة مانعة جزاك الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي الكريم
سعدنا بمرورك
ونطمح أن تكون ساعيا في نشرها بين المسلمين.
نسأل الله أن يجمع قلوب المسلمين ويؤلف ما بينهم