مداد القلم

مقترحات حول الدورات

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.

فلا يخفى على الجميع ما أسهم به منشط الدورات العلمية من فائدة وأثر ملموسين، على طلبة العلم خصوصاً، وعلى سائر أفراد المجتمع عموماً، ولست هنا بصدد تعداد محاسن تلك الدورات وفوائدها وعوائدها الطيبة لأنها معلومة مشهورة، لكن غرضي هنا عرض بعض الأفكار والمقترحات في هذا المنشط الدعوي العلمي، بقصد التطوير والتجديد، وتلافي ما قد يحصل من بعض الملحوظات، وهي أفكار قابلة للأخذ أو الرد أو التعديل والتحوير، وسوف أسوقها على شكل نقاط مستقلة حتى لا يقع التداخل أو التكرار.

1. يمكن تقسيم الدورات المقامة إلى قسمين:

أ. دورات علمية، وفيها يتم تدريس متن أو نظم في علم من علوم الشريعة أو علوم الآلة المساعدة.

ب. دورات عامة، وهي عبارة عن محاضرات متسلسلة في زمن محـدد ـ ثلاثة أيام أو أسبوع ـ يجمعها رابط موضوعي واحد.

وهذا التقسيم يفيد في قضية التخطيط لإقامة الدورات من حيث المكان والزمان، فبعض الأماكن يناسبها القسم الأول وبعضها بعكس ذلك. وكذلك الزمان أيضا.

2. العناية بالجانب الإعلامي للدورات، من جهة تكثيف الدعاية والإعلان عنها بطرق متنوعة وجذابة، ويفاجأ المرء أحياناً بدورات علمية نفيسة لا يعلم عنها إلا بعد انتهائها.

3. تسجيل الدورات ونقلها عبر الإنترنت، لأن ذلك أبقى لها، وأعم للفائدة، كما أن فيه تشجيعاً للمشايخ، لأنه ربما يفتر الملقي ويضعف إذا رأى عدد الحاضرين قليلاً، لكن إذا علم أنها تنقل عبر الشبكة إلى العالم كله فإنه ينشط ويتشجع.

4. التنسيق بين الدورات حتى لا يقع التكرار والتضارب، سواء في المدينة الواحدة ـ إن كانت كبيرة ـ أو في المنطقة الواحدة.

5. التجديد في الدورات من حيث موضوعاتها ومشايخها ونحو ذلك لما لذلك من أثر في الاستفادة منها.

6. العناية بجانب التأصيل العلمي، فما أكثر ما يسأل الشباب المبتدئون عن ذلك، وما أكثر ما يقع الخلل والفوضى في سلوك هذا الطريق.

فأقترح أن تعقد دورة في كل مدينة بعنوان: (التأصيل العلمي) أو: (المنهجية الصحيحة في طلب العلم) ويطرق فيها ما يحتاجه المبتدئ في ذلك مثل: البداية في طريق الطلب ـ طالب العلم والحفظ ـ طالب العلم والقراءة ـ طالب العلم والبحث ـ طالب العلم والدروس العلمية ـ آداب طالب العلم.. ونحو ذلك.

7. وضع المرغبات والمشوقات التي تعين على الحضور أو على استمرار الحضور إلى انتهاء الدرس، ومن ذلك: وجبة إفطار بعد درس الفجر، وتوزيع بعض الجوائز على المثاليين في الحضور والمشاركة والحرص على الاستفادة.

8. العناية بجانب التأصيل والتدرج في الدورات، بحيث لا يكون التخطيط للدورات آنياً في حينه، بل يراعى الإعداد والتخطيط للدورات المقامة لأربع سنوات قادمة مثلاً، بحيث تكون دورات علمية متسلسلة تراكمية يبنى بعضها على بعض، ويتدرج الطالب فيها عبر فنون ومتون مدروسة ومختارة بعناية.

9. التنسيق مع المراكز الإسلامية خارج المملكة لنقل الدورات المقامة إليهم عن طريق وسائل الاتصال المتاحة.

10. العناية في الدورات العلمية بحفظ المتون، وتشكيل لجنة للتسميع والمتابعة، فهناك رغبة جامحة لدى الكثيرين في الحفظ لكن يحول دون ذلك عدم المعين والمساعد، والمرء ضعيف بنفسه.

11. الاعتناء بحسن الاختيار، وهذا له عدة جهات:

أ. اختيار المكان، من حيث موقعه وسعته وتوفر مواقف السيارات، وسائر الخدمات الأخرى.

ب. اختيار الفنون والمتون والموضوعات المناسبة لمكان انعقاد الدورة وزمانها.

ج. اختيار المشايخ الملقين، وانتقاء الأنفع، وتحري الأقوى في علمه وبيانه.

12. الاستفادة من خبرات وتجارب السابقين في هذا المنشط.

13. التواصل مع الطلاب ورفع الكلفة بين الملقي والمتلقي،
وحبذا أن يتعرف الشيخ على أسماء المبرزين من الطلاب ويخاطبهم في الدرس بأسمائهم، وما أجمل أن يلتقي الطلاب بالشيخ خارج الدرس ويجري تبادل الحديث بينهم بما لا يشق على الشيخ أو يزعجه، فإن في ذلك فائدة وأثراً على الشباب لا يخفى.

14 تقويم الدورات عن طريق الاستبانات ونحـوها، بحيث توزع استبانة شاملة على حاضري الدورة، ومن ثم يتم تحليلها والاستفادة من ذلك في التخطيط والإعداد للدورات المقبلة.

هذه بعض الأفكار التي أخذت بعضها من بعض الإخوة، وأرجو أن يكون فيها النفع والفائدة العامة.

والله الموفق، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى