المفردات القرآنية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، والصلاة والسلام على رسول الهدى، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى أما بعد
فإن أفضل دواء لقلوب أصابها القسوة فلا تلين ولا تخشع، وأعين أجدبت فلا تذرف ولا تدمع، ونفوس وصدور ضاقت وحصرت وتكدرت فلا تطاوع داعي العمل ولا تتبع؛ أن يقبل العبدُ على كتاب ربه، ففيه النور والهدى والرحمة والشفاء، وعجبا لمن تصرمت عليه السنون، وتقطعت به الحيل وبجواره الدواء والخلاص وهو غافل عنه.
كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول
وإن أولى الخطوات أن تطور العلاقة بهذا الكتاب، وأن توثق الصلة به، وأن ينظر إليه على أنه كتاب هداية ورشاد وفلاح في الأمور كلها.
ويتبع ذلك عمليا أن يتلى الكتاب ويرتل ترتيلا، يجتمع فيه حسن الأداء وحضور القلب، وفهم المتلو وتدبر معناه.
ومما يعين على الفهم ويحققه ويرسخه أمران:
· الأول: فهم معاني المفردات التي يتركب منها الكلام.
فلا يمكن أن تفهم قوله تعالى (ومن شر غاسق إذا وقب) دون إدراك معنى الكلمتين (غاسق) و(وقب).
قال الراغب في (المفردات) ص54: "أول ما يحتاج أن يشتغل به من علوم القرآن العلوم اللفظية، ومن العلوم اللفظية: تحقيق الألفاظ المفردة، فتحصيل معاني مفردات ألفاظ القرآن في كونه من أوائل المعاون لمن يريد أن يدرك معانيه كتحصيل اللبِنِ في كونه من أول المعاون في بناء ما يريد أن يبنيه، وليس ذلك نافعاً في علم القرآن فقط، بل هو نافع في كل علم من علوم الشرع، فألفاظ القرآن هي لب كلام العرب وزبدته، وواسطته وكرائمه، وعليها اعتماد الفقهاء والحكماء في أحكامهم وحكمهم، وإليها مفزع حذاق الشعراء والبلغاء في نظمهم ونثرهم".
وهذه المفردات يرجع فيها إلى لغة العرب التي نزل بها القرآن، سوى بعض المفردات التي صار لها اصطلاح شرعي خاص بها كالصلاة والإيمان والنفاق وغيرها.
وأولى من يرجع إلى كلامه في بيان هذه المفردات: الصحابةُ الأطهار، لأنهم جمعوا بين مزيتين، وحازوا فضيلتين؛ إحداهما: معاصرة التنزيل ومشاهدة الوقائع، والأخرى: كونهم عربا أقحاحا لم تشبهم لكنة أو لحن.
· الأمر الثاني: النظر في المأثور عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والتابعين في تفسير الآيات.
وهذا النظر نافع جدا من جهتين:
إحداهما: إدراك معنى المفردة سواء من جهة اللغة، أو من جهة الاستعمال الشرعي.
والأخرى: الاطلاع على سبب النزول.
وهذا في غاية الأهمية لفهم الآية على وجهها، والطريق إليه موقوف على النقل.
ولقد كانت تشكل علي بعض المفردات في القرآن الكريم، فأرجع إلى بعض المراجع لبيان مبهمها، وكشف غامضها، فلا أجد أحيانا ما يشفي العليل، ويروي الغليل، فرأيت أن أضع مختصرا لنفسي، أجمع فيه ما تفرق، وأحرص أن يكون محررا يضم خلاصة ما كتبه السابقون، وحبره المحققون، مما يحتاج إليه لفهم المفردة، دون الكلام المبهم، أو الاستطراد بتفاصيل الاشتقاق والأوزان.
وثمة بعض الفوائد المهمة في هذا الباب أنظمها في عقد واحد، وأجمعها في تمهيد قبل الشروع في المقصود.
والله أساله المعونة والتوفيق، هو حسبي ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.
الفائدة الأولى: يجب الحذر من التقحم والتعجل في هذا الباب دون علم وبصيرة، فهو مرتع وخيم، ومزلق عظيم، وقد تورع في ذلك سادات السلف. عن إبراهيم التيمي أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - سئل عن قوله تعالى: {وفاكهة وأبا} فقال: أي سماء تظلني أو أي أرض تقلني إن أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم؟!. وعن أنس أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قرأ على المنبر {وفاكهة وأبا} فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها، فما الأب؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر. وسئل سعيد بن جبير عن قوله تعالى: {وحنانا من لدنا} فقال: سألت عنها ابن عباس فلم يجب فيها شيئا.
الفائدة الثانية: بين المفردات والغريب
يبدو أن العلاقة بين المفردات والغريب علاقة عموم وخصوص كلي، فكل كلمة غريبة هي مفردة، وليست كل مفردة غريبة. هذا باعتبار أن الغريب هو الغامض بعيد الفهم، ومنه ما يسمى وحشي الكلام. قال الزرقاني في (مناهل العرفان) 1/ 32: " .. فمن يكتب في غريب القرآن مثلا يذكر كل مفرد من مفردات القرآن التي فيها غرابة وإبهام". وأفرد له السيوطي في (الإتقان)، والزركشي في (البرهان) بابا باسم الغريب.
الفائدة الثالثة: المؤلفات في الغريب والمفردات
المؤلفات كثيرة جدا، وقد عرضها أخي فضيلة الدكتور/ عبد الرحمن بن معاضة الشهري في مقال له منشور في موقع الألوكة فأجاد وأفاد، وهو على هذا الرابط: www.alukah.net/web/alshehry/0/46737 ولعلي أذكر ثلاثة كتب فقط في هذا المقام: 1. السراج في بيان غريب القرآن، لفضيلة الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري. وهو مختصر سهل العبارة، مرتب على السور. ويناسب أن يبدأ به، وقد سد مسدا في بابه، ومؤلفه متخصص في التفسير وعلوم القرآن. 2. الترجمان عن غريب القرآن، للشيخ أبي المحاسن اليماني (743 هـ)، دراسة وتحقيق/ موسى آل إبراهيم. وهو مفيد ومختصر، وعبارته واضحة قريبة، ورتبه مؤلفه على سور القرآن. ويناسب أن يكون في المرحلة الثانية. 3. مفردات ألفاظ القرآن، للراغب الأصفهاني. تحقيق/ صفوان داوودي. وهو عمدة كتب الغريب، وأشهرها، وتتابع العلماء على الثناء عليه، والإشادة به.
الفائدة الرابعة: اصطلاح آخر في المفردات
ذكر السيوطي في (الإتقان) النوع الرابع والسبعين: مفردات القرآن، وكذا ذكره في كتابه (التحبير في علوم التفسير) النوع السادس والثمانين. ويعني بذلك الآيات التي انفردت عن غيرها بمعنى اختصت أو تميزت به عن غيرها، كقولهم أرجى آية، وأعدل آية، وأجمع آية كذا، ونحو ذلك. وتتبع د. بريك القرني تاريخ هذا المصطلح في كتابه (علوم القرآن عند الصحابة والتابعين) ص803، ومال إلى أن الإمام السيوطي هو أول من سماه بهذا الاسم.
الألفات كثيرة في لغة العرب حتى ذكر ابن خالويه أنها تنقسم سبعة وسبعين قسماً في كتابه (الألفات) وذكر الراغب ص104 أن الألفات التي تدخل المعنى على ثلاثة أنواع: نوع في صدر الكلام، ووسطه، وآخره، ثم شرح ذلك.
أبى:
الإباء شدة الامتناع، فكل إباء امتناع، وليس كل امتناع إباء.
أبَّ:
الأبُّ ـ بتشديد الباء ـ الكلأ والمرعى المتهيئ للرعي والجز.
أبد:
الأبد: الدهر، قال الراغب: "الأبد: عبارة عن مدة الزمان الممتد الذي لا يتجزأ كما يتجزأ الزمان، وذلك أنه يقال: زمان كذا، ولا يقال: أبد كذا".
إبريق:
هو الإناء الذي له خرطوم، أو أذن يمسك بها، جمعه أباريق.
أبق:
يأبق ـ بكسر الباء وضمنها ـ أي هرب، قال اللّه تعالى: { إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ }.
إبل:
الإبل يقع على البعران الكثيرة وهي اسم جمع لا واحد له من لفظة، ومفرده جمل أو ناقة. وهي مؤنثة لأن أسماء الجموع إذا كانت لغير الآدميين يجب تأنيثها.
أبابيل:
أي فرق، واحدها إبّول ـ بكسر الهمزة وتشديد الباء مفتوحة أو مكسورة ـ وقيل: لا واحد لها من لفظها.
أتى:
بقصر الهمزة: جاء، وقال الراغب: "الإتيان: مجيء بسهولة". وأتى الأمر أيضاً: فعله. قال تعالى: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ } أي يفعلن الزنا.
وأما آتى ـ بمد الهمزة ـ الرباعـي فمعناه: أعطـى ومنه: { ءَاتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا } { وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ }
أثَّ:
الأثاث: متاع البيت { هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا }.
أثر:
أثر الشيء: بقيته وأمارته التي تدل على وجوده.
{ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى ءَاثَارِهِمْ بِرُسُلِنَ } { فِي الأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ } { فَانْظُرْ إِلَى ءَاثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ }.
وأثار الشيء: حركه، قال تعالى { فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعً } { وَأَثَارُوا الأَرْضَ } أي حرثوها.
وآثر: قدَّم، قال تعالى { وَءَاثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَ } { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ }.
وأثر الشيء يأثره: ينقله عن المتقدمين، قال تعالى { إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ }.
وأثارة من علم أي: بقية من علم.
أثل:
شجر ثابت الأصل، وهو نوع من الطرفاء. قال تعالى: { ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ }.
إثم:
الإثم: الذنب، ومنه آثم وأثيم أي مذنب. وتأثم: أي خرج من إثمه.
أجج:
ماء أجاج: أي ملح مر.
وفسره الراغب بأنه: شديد الملوحة والحرارة.
قال: "ويأجوج ومأجوج منه، شبهوا بالنار المضطرمة، والمياه المتموجة، لكثرة اضطرابهم".
أجر:
الأجر والأجرة: ما يعود من ثواب العمل دنيوياً كان أو أخروياً [1]فائدة في الفرق بين الأجر والجزاء في المفردات ص64..
أجل:
الأجل: المدة المضروبة للشيء قال تعالى { وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى } { أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ } وقوله تعالى
{ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ } أي بسبب ذلك.
أحد:
له معنيان:
1. أن تكون ملازمة للنفي، وهذه همزتها أصلية، وتفيد استغراق جنس العقلاء ويتناول القليل والكثير على طريق الاجتماع والافتراق، نحو قولك: ما في الدار أحد، أي: لا واحد ولا اثنان فصاعداً لا مجتمعين ولا متفرقين، ولهذا المعنى لم يصح استعماله في الإثبات لأن نفي المتضادين يصح، ولا يصح إثباتهما.
ومنه قوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}.
2. أن تستعمل في الإثبات، فتكون أحد بمعنى واحد، وتكون الهمزة بدلاً من الواو.
ومنه قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} أي واحد.
إدّ:
الإدُّ:
الأمر الفظيع والداهية، ومنه قوله تعالى:
{لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا}.
أري:
الأريكة: سرير مزين في قبة أو بيت، وجمعه: أرائك، قال تعالى:
{مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ}.
أزر:
الأَزْر: الظهر، وآزره: قواه، ومنه قوله تعالى: {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ}.
وقوله تعالى {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} أي أتقوى به، فأشدد به ظهري بمعنى أتقوى به.
أزَّ:
الأز:
التهييج والإغراء، وأزت القدر: إذا اشتد غليانها، وأزه بكذا، أغراه به.
قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا}.
إستبرق:
وهو ما غلظ من الديباج، والسندس: ما رق منه.
قال تعالى: {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ}.
أسف:
الأسف يطلق على الحزن والتلهف وعلى الغضب.
فمن الأول: قوله تعالى: {يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ}.
ومن الثاني: قوله تعالى: {فَلَمَّا ءَاسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ}
وقوله سبحانه
{غَضْبَانَ أَسِفً}.
أسن:
أسن الماء أي تغير فلم يشرب، ومنه قوله تعالى: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ}.
أشر:
أَشِر من باب تعب أي: بطر وتكبر، فهو أشِر. قال تعالى: {بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ}.
إصر:
الإصر: العهد، ومنه قوله تعالى: {وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي}.
والإصر أيضاً: الذنب والثقل، قال تعالى: {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرً}.
أصل:
أصل الشيء: قاعدته، قال تعالى: {أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} وقال سبحانه: {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ} أي قعرها.
والأصيل: الوقت بعد العصر إلى المغرب وجمعه أُصُل وآصال.
قال تعالى: {وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} وقال جل وعلا: {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآَصَالِ} الآية.
أفق:
الأُفُق ـ بضمتين ـ الناحية من الأرض ومن السماء، والجمع آفاق، والنسبة إليه: أفقي.
قال تعالى: {وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى}، وقال جل وعلا: {سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الآَفَاقِ}.
أفك:
الإفك: كل مصروف عن وجهه الذي يحق أن يكون عليه.
قال تعالى: {وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ} أي القرى التي ائتفكت أي قلبت بأهلها فصار عاليها سافلها.
وقال سبحانه {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} أي يصرفون.
ومنه قوله تعالى {أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آَلِهَتِنَ}.
أقَّت:
أقَّت الشيء تأقيتاً أي: حدد له وقتاً، ومنه قوله تعالى: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ} أي جعل لها وقت وأجل للفصل والقضاء بينهم وبين الأمم.
الإلُّ:
العهد والقرابة، قال تعالى: {لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً}.
ألو:
ألا يألو: قصر، ومنه قوله تعالى: {لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً} أي لا يقصرون في إفسادكم، والخبال: الفساد.
آلى:
آلى يؤلي: حلف، وائتلى يأتلي: حلف أيضاً.
ومن الأول قوله تعالى: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ} والإيلاء حلف الرجل ألا يطأ زوجته.
ومن الثاني قوله سبحانه: {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ}.
أمت:
الأمت: ما ارتفع من الأرض، ومنه قوله تعالى: {لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتً}.
أمر:
يطلق الأمر ويراد به أمور:
1. الطلب، وجمعه أوامر، ومنه قوله تعالى: {ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ}.
2. الحال، ومنه قوله تعالى: {وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ}.
3. الشأن، وجمعه أمور، ومنه قوله تعالى: {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ}.
وائتمروا: أي أمر بعضهم بعضاً، ومنه قوله تعالى: {وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ} أي ائتمروا وتشاوروا في الأمر.
والإمر ـ بوزن حِمل ـ: المنكر، وقيل العظيم، ومنه قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرً}.
أنس:
الإنس هم البشر، وأحدهم: إنسي ـ بالكسر ـ، وآَنَسي ـ بفتحتين ـ والجمع: أناسي ومنه قوله تعالى: {وَأَنَاسِيَّ كَثِيرً}.
وآنسه ـ بالمد: أبصره، قال تعالى {آَنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارً} وقال سبحانه: {آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدً}.
واستأنس: ضد استوحش، ومنه قوله تعالى: {وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ}.
وفي قوله تعالى: {لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُو} أي تستأذنوا، لأن الزائر يبقى مستوحشاً إلى أن يؤذن له في الدخول، فتزول وحشته، ويأنس بأهل البيت.
أنى:
أنى يأني أي: حان، يقال أنى الأمر إذا حان وقته، ومنه قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ}.
وآنى الحميم إذا بلغ أقصى حرارته فهو آنٍ، ومنه قوله تعالى: {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ}، وقوله عز وجل: {عَيْنٍ آَنِيَةٍ}.
وآناء الليل: ساعاته، وأحدها إني وإنى وأنا كعصا، قال تعالى: {وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى}.
والإنا كإلى: الوقت، ومنه قوله تعالى: {غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ}.
أوه:
الأواه: الذي يكثر التأوه، وهو أن يقول: أوه.. أوه، وكل كلام يدل على حزن يقال له: التأوه، ويعبر عنه بالأواه عمن يظهر خشية الله تعالى.
وقيل هو: كثير التضرع والدعاء، قال تعالى {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ}.
أيك:
الأيكة: الشجر الكثير الملتف. قال تعالى: {كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ} وهم قوم من قوم شعيب عليه السلام.
بأس:
البؤس والبأس والبأساء: الشدة والمكروه، إلا أن البؤس في الفقر والحرب أكثر، والبأس والبأساء في النكاية.
قال تعالى: {وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً}، وقال سبحانه: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ}.
وقوله تعالى: {فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} أي لا تلزم البؤس ولا تحزن.
بتر:
الأبتر في الأصل: الشيء المقطوع، يقال: فرس أبتر إذا كان لا ذَنَبَ له.
وقوله تعالى {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} أي المنقطع عن كل خير، المقطوع الذكر.
بتك:
البتك: القطع، ويستعمل في قطع الأعضاء والشعر.
قال تعالى: {وَلآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الأَنْعَامِ}.
وكانوا في الجاهلية يحرمون البحيرة وولدها ولبنها، ويشقون آذانها علامة على ذلك.
بتل:
التبتل والتبتيل: الانقطاع عن الدنيا إلى الله تعالى، ومنه قوله تعالى: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً}.
وقيل لمريم عليها لسلام: العذراء البتول. لتركها النكاح وانقطاعها عن الرجال.
وسميت فاطمة رضي الله عنها بالزهراء البتول لانقطاعها عن نساء زمانها فضلاً وديناً وحسباً، وقيل: لانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى.
بث:
أصل البث: التفريق وإثارة الشيء كما يقال: بثت الريح التراب.
قال تعالى: {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} وقال سبحانه: {فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّ}.
وبث النفس: ما انطوت عليه من الفم والسـر، قال تعالى: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ}، أي غمي الذي أبثه عن كتمان.
بجس:
بجس الماء وانبجس: انفجر. لكن الانبجاس أكثر ما يقال فيما يخرج من شيء ضيق، والانفجار يستعمل فيه وفيما يخرج من شيء واسع. ولذلك قال تعالى: {فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنً} وقال في موضع آخر: {فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنً} فاستعمل اللفظان حيث ضاق المخرج.
وقال سبحانه: {وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرً} {وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونً}، ولم يقل: بجسنا.
بخع:
البخع: قتل النفس غماً، ومنه قوله تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ}.
برج:
البروج: الحصون والقصور. ومنه قوله تعالى: {وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} والبروج: الكواكب اثنا عشر كوكباً وهي: الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو الحوت.
ومنه قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} على قول. وبروج السماء: منازل الشمس والقمر.
وتبرج النساء إذا أظهرن زينتهن للرجال، ومنه قوله تعالى: {وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى}.
برك:
البركة النماء والزيادة مع الثبوت واللزوم.
والبركة تكون في المنافع الحسية كالغيث، ومنه قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}.
وتكون في المنافع المعنوية كتوفيق الله تعالى للعبد لما يحبه ويرضاه وفتوحاته عليه ومن ذلك قوله تعالى: {رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ}.
فالبركة: ثبوت الخير الإلهي في الشيء ثبوت الماء في البركة، والمبارك: ما فيه ذلك الخير.
بسَّ:
البسُّ: التفتيت، ومنه قوله تعالى: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّ} أي فتت.
بسر:
البسر: الاستعجال بالشيء قبل أوانه، نحو: بسر الرجل الحاجة إذا طلبها في غير أوانها، ومنه قيل لما لم يدرك من التمر: بسر.
وبسر وجهه أي: قبضه وقطبه، ونظر بكراهة شديدة.
قال تعالى {ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} وقال سبحانه: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ}.
بسق:
الباسق: هو الذاهب طولاً من جهة الارتفاع. قال تعالى: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} أي طويلات، جمع باسقة.
بسل:
البسل: المنع والحبس.
وقوله تعالى: {وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ} أي ذكر بالقرآن لئلا تبسل الأنفس فتحرم الثواب وتسلم للهلاك.
والفرق بين الحرام والبسل: أن الحرام عام فيما كان ممنوعاً منه بالحكم والقهر، والبسل هو الممنوع منه بالقهر. قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُو} أي حرموا الثواب.
وسميت الشجاعة بالبسالة لامتناع الشجاع على قرنه، أو لمنعه لما تحت يده عن أعدائه.
بعر:
البعير يشمل الجمل والناقة، كما يشمل الرجل والمرأة.
قال تعالى: {وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ}.
بغى:
تقول بغيته أبغيه أي: طلبته.
قال تعالى {لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً} {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينً} {ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ} وبغى على الناس بغياً: ظلم واعتدى.
قال تعالى {فَبَغَى عَلَيْهِمْ} {فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى} {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} وبغت المرأة تبغي بغاء إذا زنت فهي بغيٌّ.
قال تعالى {وَلَمْ أَكُ بَغِيًّ} {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ}.
بكر:
أصل الكلمة هي: البكرة التي هي أول النهار. وهي الغدوة. قال تعالى {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّ}، وأبكر إلى الشيء: أتاه بكرة، قال تعالى: {بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ} والبكر ـ بكسر الباء ـ في إناث البهائم وبني آدم: ما لم يفتحله الفحل. قال تعالى {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارً} وقال سبحانه: {لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ}.
والبكر ـ بفتح الباء ـ: الفتي من الإبل.
بَلَس:
أبلس الرجل إبلاساً فهو مبلس وجمعه: مبلسون.
وهو الحزن المعترض من شدة اليأس. ومنه اشتق إبليس ليأسه من رحمة الله تعالى.
قال تعالى {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ} {أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ}.
ولما كان المبلس كثيراً ما يلزم السكوت وينسى ما يعنيه، قيل: أبلس فلان، إذا سكت وإذا انقطعت حجته. قال تعالى {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ} أي يسكت المجرمون غماً لانقطاع حجتهم.
بهت:
أي دهش وتحير، قال تعالى: {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ}.
وبهتها بهتاً: قذفها بالباطل وافترى عليها الكذب، والاسم: البهتان، قال تعالى: {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} أي كذب يبهت سامعه لفظاعته.
بهج:
البهجة حسن اللون ظهور السرور، وقد بهج فهو بهيج.
قال تعالى: {حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ} وقال سبحانه: {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}.
بهل:
الابتهال: التضرع في الدعاء، والمباهلة يرجع إلى هذا فإن المتباهلين يدعو كل واحد منهما على صاحبه. قال تعالى: {ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}. [انظر: معجم مقاييس اللغة 1/311.]
بور:
البوار: فرط الكساد، ولما كان فرط الكساد يؤدي إلى الفساد، كما قيل: كسد حتى فسد، عبر بالبوار عن الهلاك، يقال: بار الشيء بَوْراً وبوارااً.
قال تعالى: {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} {يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} {وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ} {وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورً} أي هلكى لا خير فيكم.
بيت:
أصل البيت: مأوى الإنسان بالليل، لأن يقال: بات إذا أقام بالليل كما يقال: ظل، بالنهار ثم قد يقال للمسكن بيت من غير اعتبار الليل فيه.
وبات يفعل كذا: أي فعله ليلاً، ولا يكون إلا مع السهر في الليل، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامً}.
وأما البيات والتبييت فهو: قصد العدو ليلاً.
قال تعالى {فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتً} {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ} {لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ} {إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتً}.
ويقال لكل فعل دبر فيه بالليل: بُيِّت. قال تعـالى: {إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ} {بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} أي أضمرت غير ما تقول أمامك.
تبب:
التباب: الخسران والهلاك، تقول: تبَّ يتبُّ بالكسر. ومنه قوله تعالى: {وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ} {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}، وتتببه تتبيباً كذلك، ومنه قوله تعالى: {وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ}.
تابوت:
يطلق التابوت على مطلق الصندوق، قال تعالى: {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ}.
وأما المذكور في قوله تعالى: {إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ} فقيل: هو صندوق كانت فيه صور الأنبياء أنزله الله تعالى على آدم، ثم توارثته ذرية آدم إلى أن وصل إلى موسى عليه السلام ثم أخذه بنو إسرائيل من بعد موسى، فلما انقرضت أنبياؤهم سلط الله عليهم عمالقة بسبب فسادهم فأخذوا منهم التابوت ورموه في محل الأقذار فسلط الله عليهم الأمراض والأوبئة بسبب إهانته، ثم حملته الملائكة وجاءت به علامة على ملك طالوت، والله أعلم. [هكذا ذكر في (الترجمان والدليل) 1/57.]
تبر:
التبر: الكسر والإهلاك، يقال تبره، وتبره تتبييراً أي كسره وأهلكه.
قال تعالى: {وَكُلاً تَبَّرْنَا تَتْبِيرً} {وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرً}.
والتبار: الهلاك، والمتبر: المهلك، ومنه قوله تعالى: {وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارً} {إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ}.
ترب:
التراب معروف، اسم جنس إفرادي كعسل وماء، والتِّرب بالكسر: الموافق في السن ويجمع على أتراب ومنه قوله تعالى: {عُرُبًا أَتْرَابً} يعني أنهن في سن واحدة.
والمتربة: القافة وشدة الحاجة، ومنه قوله تعالى: {أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ}.
والترائب هي عظام الصدر، قال تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}.
تفث:
التفث في المناسك: هو إزالة الأوساخ مثل قص الأظفار والشارب وحلق العانة.
قال تعالى: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}.
ثبت:
ثبت الشيء ثبوتاً: دام واستقر فهو ثابت راسخ.
فالثبات في القول والعمل: هو عدم الاضطراب.
قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُو} {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ} {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ} أي يحبسوك ويوثقوك وقال سبحانه: {كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ} {بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} أي: الراسخ.
ثبر:
الثبور: الهلاك والفساد، ودعا بالثبور أي: بالهلاك، قال تعالى: {دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورً}، والمثبور: المصروف عن الخير أو الهالك. قال تعالى: {وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورً} وفسر بأنه ناقص العقل وهو من الهلاك.
ثبو:
الثبة: الجماعة المنفردة وجمعها ثبات، ومنه قوله تعالى: {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعً}.
ثخن:
ثخن الشيء فهو ثخين إذا غلظ فلم يسل، ولم يستمر في ذهابه.
ومنه استعير قولهم: أثخن في الأرض إثخاناً إذا سار في العدو وأوسعهم قتلاً، وأثخنته: أوهنته بالجراحة وأضعفته. قال تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ} وقال سبحانه: {حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ}.
ثقب:
الثاقب: المضيء الذي يثقب بنوره وإضاءته ما يقع عليه.
قال تعالى: {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ}.
جأر:
جأر جأراً أو جؤاراً إذا أفرط في الدعاء والتضرع.
قال تعالى: {إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} {لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ}.
جبت:
الجبت: الرذل والنذل الذي لا مروة له ولا خير فيه.
ويقال لكل ما عبد من دون الله: جبت. وسمي الساحر والكاهن جبتاً.
قال تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ}.
جبن:
الجبين: ناحية الجبهة المحاذية للصدع، فالجبينان جانبا الجبهة. قال تعالى {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ}.
والجبن: ضعف القلب عما يحق أن يقوى عليه.
جبى:
الجابية: الحوض الذي يجبى فيه الماء أي يجمع، وجمعها: جوابي، ومنه قوله تعالى: {وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ}.
وقوله تعالى: {يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} أي تحمل ويؤتى بها إلى الحرم المكي، والاجتباء: الاصطفاء.
جثم:
جثم أي التصق بالأرض وبرك على ركبتيه، فهو جاثم جمعه جاثمـون، ومنه قوله تعـالى: {فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} أي ملتصقين بالأرض ميتين.
جثى:
جثا مثل دعا ورمى جثواً وجثيثاً، جلس على ركبيته أو قام على أطراف أصابعه.
قال تعالى: {وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّ} وفي قوله تعالى {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً} فموضوع موضع الجمع كقولك: جماعة قائمة وقاعدة.
جدد:
الجدّ: قطع الأرض المستوية، يقال: جد في سيره يَجدُّ جداً، والجد: الحظ والسعادة والغنى وجَدُّ الله تعالى: عظمته أو غناه. قال تعالى {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَ}.
والجدد جمع جُدة كغرفة وغرف: وقيل جمع جُدَّه بتشديد الدال: الطريقة.
قال تعالى {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَ} أي طرق تخالف لون الجبل.
جذذ:
جذَّه كسره وقطعه وبابه رد، والجُذاذ: الشيء المتكسر، قال تعالى: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ}، والمجذوذ: المقطوع، قال تعالى: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ}.
جذو:
الجذوة القبسة من النار، قال تعالى: {أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ}.
جرز:
أرض جرز: قد انقطع الماء عنها فهي يابسة لا نبات فيها مجدبة قاحلة.
قال تعالى: {نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الأَرْضِ الْجُرُزِ}.
جرف:
يقال للمكان الذي يأكله السيل فيجرفه ـ أي: يذهب به ـ جرف، قال تعالى: {عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ}.
جرم:
جرم ـ من باب ضرب ـ: أثم واكتسب الذنب، وكذلك أجرم واجترم، وأجرم وجرمه: أكسبه الذنب وحمله عليه أي أوقعه فيه.
قال تعالى: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ} {وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي}.
والمجرمون: مكتسبو الجرم أي الذنب، ومنه قوله تعالى: {إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ}.
ولا جرم: كلمة أصلها بمعنى لا بد ولا محالة، وكثرت وجرت على ذلك حتى تحولت إلى معنى القسم وصارت بمعنى حقاً.
جنف:
الجنف: الميل والجور، قال تعالى: {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفً} {غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ}.
جوب:
جاب يجوب أي قطع، قال تعالى {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ}.
جوس:
جاس الديار: توسطوها وترددوا فيها وقت الغارة. قال تعالى: {فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ}.