خطب الجمعةخطب صوتيةخطب نصيةصوتيات

أخطاء ومخالفات في الصلاة [1]

 

إن الحمد لله .. اتقوا الله ..

إن الصلاة من الدين في مقام عظيم، وهي آكدُ أركانِ الإسلام العملية، وأول ما يحاسبُ عنه العبد يوم القيامة فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت رُدَّ عليه سائرُ عمله، وهي الميزان بين الإسلام والكفر، فلا حظَّ في الإسلام لمن ترك الصلاة.

الصلاة نور، وهي صلة بين العبد وربه، وفيها حياة القلب، وطمأنينة النفس، وانشراح الصدر، وراحة البال.

الصلاة مركز الإيمان، وأصل الإسلام، ورأس العبودية، ومحل المناجاة والقربة إلى الله، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو مصل، وأقرب ما يكون منه في صلاته وهو ساجد.

الصلاة هي النهرُ الذي نخوضه كل يوم خمسَ مرات لنغتسل فيه من أوساخ الخطايا ونيران المعاصي، عن أنس بن مالك
[رضي الله عنه] قال رسول الله
[صلى الله عليه وسلم]: (إن لله ملكا ينادي عند كل صلاة: يا بني آدم قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها فأطفئوها)([1]).

وعن ثوبان [رضي الله عنه] قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: (استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن)([2]).

وعن أبي هريرة [رضي الله عنه] قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: (الصلاة خير موضوع فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر)([3])، فما اغتنم الحي وقته بمثل الوقوف بين يدي ربه، يتلو كلامه ويناجيه، ويضع جبهته على الأرض ذلا وعبودية للعزيز المعبود، وكم يتحسر الأموات على ساعات مضت لم يعمروها بالصلاة، عن أبي هريرة
[رضي الله عنه] أن رسول الله
[صلى الله عليه وسلم] مر بقبر فقال: (من صاحب هذا القبر ؟ فقالوا فلان : فقال: ركعتان أحبُّ إلى هذا من بقية دنياكم)([4]).

أيها الإخوة .. لما كانت الصلاة بهذه المنزلة الرفيعة، وكانت من أعظم ما نتعبد به لله ونتقرب به إليه؛ كان لزاما على كل مسلم أن يعتني بصلاته، ويتفقد حالها، ويتدارك الخلل فيها.

قال بعض السلف: الصلاة كجارية تهدى إلى ملك من الملوك فما الظن بمن يهدي إليه جارية شلاء أو عوراء أو عمياء، أو مقطوعة اليد والرجل، أو مريضة أو دميمة أو قبيحة.

والرب أعلى وأجل، وهو طيب لا يقبل إلا طيبا.

أيها الإخوة .. حينما نلتفت في أحوال المصلين نجد تفريطا وإهمالا وضعف عناية وتعظيم بشأن الصلاة، إضافة إلى جهل بأحكامها وما يتعلق بها من مكملاتها، مع تقصير في رفع هذا الجهل بالتعلم أو السؤال.

ومن صور ما سبق: وقوعُ كثيرٍ من المسلمين في أخطاء ومخالفات تتعلق بالصلاة، أرى من المهم التنبيه عليها، مع الإشارة إلى تفاوت هذه الأخطاء فمنها ما يبطل الصلاة، ومنها ما هو محرم لا يبطلها، ومن ما هو مكروه كراهة تنزيه، فمن ذلك:

التقصير في أخذ الزينة للصلاة.

وهذا خطأ شائع، فنرى البعض يحضر للصلاة بثياب النوم أو بلباس الرياضة، ثم تراه يأخذ كامل زينته إذا خرج إلى عمله أو إلى حضور مناسبة. وقد قال الله تعالى} يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ{[الأعراف: 31]. أي: عند كل صلاة، وآكد ذلك عند صلاة الجمعة.  

وعن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا: (إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه فإن الله تعالى أحق من تزين له، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ ثَوْبَانِ فَلْيَتَّزِرْ إِذَا صَلَّى ..)([5])، ورأى ابنُ عمر مولاه نافع

وهو يصلي حاسر الرأس، فقال له: (غط رأسك، هل تخرج إلى الناس وأنت حاسر الرأس؟ قال: لا، قال: فالله أحق أن تتجمل له)([6]).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: “والله أمر بقدر زائد على ستر العورة في الصلاة، وهو أخذ الزينة فقال:} خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِد{، فعلق الأمر باسم الزينة لا بستر العورة إيذانًا بأن العبد ينبغي له أن يلبس أزين ثيابه وأجملها”([7]).

وأخذ الزينة للصلاة إضافة إلى كونه امتثالا لأمر القرآن والسنة فهو علامة على تعظيم الصلاة والاعتناء بها، وأن لها شأنا عند صاحبها، فتذكر يا عبد الله أنك في صلة مع الله، وأن الله قِبَلَ وجهك في صلاتك فخذ زينتك، وطيب رائحتك، لتنعم بصلاتك ومناجاتك.

التقصير في تعلم أحكام الصلاة

إن مما يحز في النفس ما يراه المرء في مساجد المسلمين من أخطاء فادحة في أداء الصلاة، فضلا عن الجهل بكثير من السنن والمكروهات، والنبي
[صلى الله عليه وسلم] يقول: (صلوا كما رأيتموني أصلي)([8])، ورأي حذيفة
[رضي الله عنه] رجلاً لا يتم الركوع والسجود فقال: (ما صليت، ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله محمدًا
[صلى الله عليه وسلم] عليها)([9]).

إن بعض الناس يقضي ساعة كل يوم في قراءة الصحف، وساعتين في مشاهدة التلفاز، ومثلها في مواقع التواصل، ومرت عليه سنوات وهو يصلي ولم يقرأ فيها كتابا ميسرا عن صفة الصلاة، أو يحضر درسا في ذلك، وهذا مؤشر لا يبشر بخير.

إن الصلاة عمود الدين، فحري أن نعطيها شيئا من الاهتمام والسؤال والتعلم.

الإسراع في المشي إلى المسجد

وهذه ظاهرة تقع كثيرا لأجل إدراك الركعة مع الإمام، وهي خلاف السنة، فقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة
[رضي الله عنه] عن النبي
[صلى الله عليه وسلم] قال: (إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا)([10])، فلا يسرع المرء لإدراك تكبيرة الإحرام ولا لإدراك الركعة، بل يمشي بسكينة وهدوء فما أدركه صلاه مع الإمام وما فاته قضاه، لكن إن كان يخشى فوات الجمعة والجماعة بأن كانت الركعة الأخيرة فقد رخص بعض العلماء في الإسراع لأنه سيفوته الإدراك ولا ينجبر إذا فات.

الحضور إلى المسجد برائحة كريهة

عن جابر [رضي الله عنه] عن النبي [صلى الله عليه وسلم] قال: (من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم)([11])، وعن عمر
[رضي الله عنه] قال: (لقد رأيت رسول الله
[صلى الله عليه وسلم] إذا وجد ريحهما – يعني البصل والثوم – من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع، فمن أكلهما فليمتهما طبخا)([12]).

وفي قوله [صلى الله عليه وسلم]: (فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم)؛ فيه إشارة إلى العلة فيلحق بالبصل والثوم ما كان مثلهما أو أشد منهما في الإيذاء بالرائحة كالدخان، والجوارب التي تنبعث منها رائحة مؤذية، ونحو ذلك، لأن المصلي مطالب بطيب الرائحة في مجامع المسلمين كصلاة الجماعة والجمعة والعيد ونحوها.

ولا يفهم مما سبق تحريم أكل البصل والثوم، بل هما مباحان، ومن أكلهما وكانت تنبعث منه رائحة تؤذي؛ فيرخص له في التخلف عن الجماعة دفعا لأذيته، فإن بعض الصحابة سأل رسول الله
[صلى الله عليه وسلم] عن الثوم، وقال: أفتحرمه؟ فقال [صلى الله عليه وسلم]: (كلوه، من أكله منكم فلا يقرب هذا المسجد حتى يذهب ريحه منه)([13])، أما من أكلهما حيلة للتخلف فيحرم عليه ذلك.

التأخر عن صلاة الجماعة والتهاون في التبكير إليه

وهذه ظاهرة ملحوظة، وقد قال [صلى الله عليه وسلم]: (لو يعلم الناس ما في التهجير لاستبقوا إليه)([14]).  والتهجير هو التبكير إلى الصلاة، والتساهل في التبكير يفوت خيرات كثيرة منها: الإخلال بالسكينة والوقار حال المشي غالبا، وتفويتُ دعاء الملائكة واستغفارِهم الوارد في حديث أبي هريرة
[رضي الله عنه] عن رسول الله
[صلى الله عليه وسلم] قال: (إن أحدكم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه: اللهم صل عليه، اللهم ارحمه، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة)([15])، وفيه فوات الصف الأول غالبا، وفوات تكبيرة الإحرام، وفوات صلاة النافلة قبل الفريضة سواء كانت راتبة أو تحية المسجد، وفوات وقت من أوقات الإجابة وهو ما بين الأذان والإقامة، وربما أدى التأخر إلى فوات الجماعة التي فضلت على صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة.

قال سعيد بن المسيب رحمه الله: (ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد).

الصلاة في الثياب الرقيقة التي تكشف العورة

 ويعلم الجميع أن ستر العورة شرط لصحة الصلاة، وأن عورة الرجل ما بين السرة والركبة فيجب سترها بما لا يصف البشرة، ومحل التنبيه ما يحصل من بعض الناس أنه يلبس ثوبا رقيقا يبين من ورائه لون البشرة، ويلبس تحته سروالا قصيرا، فيكون جزء من العورة غير مستور، فلا تصح الصلاة بهذا الثوب، والواجب أن يلبس ثوبا صفيقا لا يصف البشرة، أو يلبس سروالا طويلا يستر العورة كلها.

بارك الله ..

الخطبة الثانية:

تكبيرة الإحرام في الفريضة حال الانحناء

وهذا يقع كثيرا حينما يدخل المصلي والإمام راكع، فيريد أن يدرك الركعة معه وخشية أن يرفع الإمام رأسه يكبر هذا الداخل تكبيرة الإحرام وهو منحن للركوع، وهذا خطأ فادح، لأن من أركان الصلاة في الفريضة: القيام مع القدرة، لقوله
[صلى الله عليه وسلم]: (صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا)([16])، وتكبيرة الإحرام تكون حال القيام، وهذا قد أتى بها في غير حال القيام فلا تنعقد فريضته.

انتظار الداخل حتى يقوم الإمام أو يجلس للتشهد

وهذا خطأ شائع، فترى من جاء والإمام يصلي يقف وينتظره حتى يقوم أو يجلس للتشهد، ثم يكبر ويدخل معه، والصواب أن من حضر الجماعة يكبر ويدخل مع الإمام على أي حال كان، لحديث ابن مغفل
[رضي الله عنه] أن النبي
[صلى الله عليه وسلم] قال: (إذا وجدتم الإمام ساجدا فاسجدوا، أو راكعا فاركعوا، أو قائما فقوموا، ولا تعتدوا بالسجود إذا لم تدركوا الركعة)([17])، وعن علي ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله
[صلى الله عليه وسلم]: (إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال فليصنع كما يصنع الإمام)([18])، ولحديث أبي قتادة
[رضي الله عنه] قال: بينما نحن نصلي مع النبي
[صلى الله عليه وسلم] إذ سمع جلبة رجال، فلما صلى قال: ما شأنكم؟ قالوا: استعجلنا إلى الصلاة، قال: (فلا تفعلوا، إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا)([19])، ثم إن هذا الانتظار لا فائدة فيه، بل فيه تفويت للصلة بربه وعبادته في هذا الوقت ، وفيه ترك للسجود مع الإمام، وفي الحديث عن عبادة بن الصامت
[رضي الله عنه] أنه سمع رسول الله
[صلى الله عليه وسلم] يقول: (ما من عبد يسجد لله سجدة إلا كتب الله له بها حسنة، ومحا عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة، فاستكثروا من السجود)([20])، وأخبر
[صلى الله عليه وسلم] أيضا (أن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد)([21]).

الصلاة مع كشف العاتق

والعاتق هو ما بين المنكب والعنق، لحديث أبي هريرة [رضي الله عنه] مرفوعًا: (لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقيه شيء)([22])، ومذهب الجمهور أن ستر العاتقين سنة، وليس بواجب إذا ستر ما بين السرة والركبة، وذهب بعض أهل العلم إلى وجوب ذلك للحديث السابق، فالأولى للمسلم أن يصلي وهو ساتر عاتقيه، وهذا أكمل في الزينة وأحوط في العمل.

ويقع الإخلال بهذا كثيرا حال الإحرام بالحج أو العمرة، فنرى بعض الناس يصلي وقد خلع رداءه تبردا أو لغير ذلك، فيصلي بالإزار فقط، والأفضل والأحوط أن يغطي عاتقيه في صلاته عملا بالحديث السابق.

اللهم ..

([1]) رواه الطبراني في الأوسط: (9452), والصغير: (1135), وحسنه الألباني في صحيح الترغيب: (358), وله شاهد عن عَبْد الله بن مَسْعُودٍ
[رضي الله عنه] رواه الطبراني في الصغير والأوسط (2224)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب: (357), وقال: حسن صحيح.

([2]) رواه ابن ماجه (277), وأحمد (22378), وصححه الألباني في صحيح الجامع: (952). وقد جاء الحديث عن أبي أمامة وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنهما.

([3]) رواه الطبراني في الأوسط: (243), وحسنه الألباني في صحيح الجامع: (3870).

([4]) رواه الطبراني في الأوسط واللفظ له: (920), ابن المبارك في الزهد: (31), و وصححه الألباني في صحيح الجامع: (3518).

([5]) رواه الطبراني في الأوسط:( 9368), وصححه الألباني في صحيح الجامع: (652).

([6]) رواه الطحاوي في شرح المعاني: (1/377). وروى عبد الرزاق في «المصنف» (1/ 357)، وأحمد (1/ 17)، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (1/ 377) عن نافع أنَّ ابن عمر كساه ثوبين وهو غلام، فدخل ابنُ عمر المسجد، فوجده يصلِّي متوشِّحاً في ثوب، فقال: أليس لك ثوبان تلبسهما؟ فقلت: بلى، فقال: أرأيت لو أرسلتك إلى وراء الدار، أكنت لابسهما؟ قال: نعم، قال ابن عمر: … فالله أحقُّ أن تزيِّن له … ».

([7]) في الاختيارات (ص43).

([8]) رواه البخاري: (631), عن مالك بن الحويرث
[رضي الله عنه] .

([9]) رواه البخاري: (791).

([10]) رواه البخاري: (636), ومسلم: (602).

([11]) رواه مسلم: (564).

([12]) رواه مسلم: (567).

([13]) رواه أبو داود: (3823), وصححه الألباني في صحيح الجامع: (4507), عن أبي سعيد
[رضي الله عنه] .

([14]) رواه البخاري: (615), ومسلم: (437), عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
[رضي الله عنه] .

([15]) رواه البخاري: (477), ومسلم: (649), عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
[رضي الله عنه] .

([16]) رواه البخاري: (1117), عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ
[رضي الله عنه] .

([17]) رواه إسحاق بن منصور المروزي في ” مسائل أحمد وإسحاق ” (1 /127), وصححه الألباني في الصحيحة: (1188), ورواه عبد الرزاق في مصنفه: (3373), ولفظه: (وَلَا تَعْتَدُّوا بِالسُّجُودِ، إِلَّا أَنْ تُدْرِكُوا الرَّكْعَةَ، وَإِذَا وَجَدْتُمُ الْإِمَامَ قَائِمًا فَقُومُوا، أَوْ قَاعِدًا فَاقْعُدُوا، أَوْ رَاكِعًا فَارْكَعُوا، أَوْ سَاجِدًا فَاسْجُدُوا، أَوْ جَالِسًا فَاجْلِسُوا).

([18]) رواه الترمذي: (591), وصححه الألباني في صحيح الجامع: (261).

([19]) رواه البخاري: (635), ومسلم: (603).

([20]) رواه ابن ماجة: (1424), وصححه الألباني في صحيح الجامع: (5742).

([21]) رواه مسلم: (482), عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
[رضي الله عنه] .

([22]) رواه البخاري: (359), ومسلم: (516).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى