خطب الجمعةخطب نصية

ساعة الرحيل (الاحتضار: أحكام وآداب)

إن الحمد لله ..

اتقوا الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى واحفظوا الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وتذكروا الموت والبِلَى، فمن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا.

أيها الناس .. في زحمة الحياة وتعقيداتها، وتلاطم أمواجها بالمشاغل، وانشغال أهلها بالتكاثر، تصاب القلوب بالغفلة والنسيان، وفي مثل هذه الأحوال يطيب التذكير ويحسن الوعظ مداواةً لغفلة القلوب، ونسيانها ما هي مقدمةٌ عليه من الشدائد والكروب، علَّ القلوب تلينُ بعد قسوتها، وتستيقظُ النفس من غفلتها ونومتها.

المصير المحتوم، الذي تنزه عنه الحي القيوم، وهو إلينا قريبُ القدوم، إنه الموت.

الموت سر عجيب، وأمر رهيب، وموعد قريب، ليس له سن معلوم، ولا وقت معلوم، ولا سبب معلوم. في الموت عبر فأين المعتبر؟ وفيه عظات فهل من مدكر؟

فهذا زيد كان مع أهله يأكل ويضحك فخرج من عندهم فأصابه حادث فغيبه عنهم إلى عالم الآخرة دون مقدمات أو علامات، وذاك آخر في كامل صحته وعافيته نام على فراشه فكانت نهايته من الدنيا، وغيرهما ممن نشيعه كل يوم دون أن نقف يوما للتأمل والمراجعة، ألا يمكن أن يصيبني ما أصابهم وأرحل اليوم أو غدا كما رحلوا؟ أتراني على أهبة الاستعداد لو نزلت بي ساعة الرحيل؟

يا من بدنياه اشتغل *** وغره طول الأمل
الموت يأتِي بغتة *** والقبر صندوق العمل

 

تذكر الموت سنةٌ أرشد لها المصطفى صلى الله عليه وسلم، بل أمرنا بالإكثار من تذكره، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أكثروا ذكر هاذم اللذات: الموت، فإنه لم يذكره أحدٌ في ضيق من العيش إلا وسعه عليه، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه) [رواه ابن حبان: (2993), والبيهقي في الشعب: (10076), وحسنه الألباني في صحيح الجامع: (1211).] .

وقال التابعي الصالح أويس القرني: “توسدوا الموت إذا نمتم، واجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم”.

رؤي بعض الموتى في المنام فقال: أكثرُ ما عندنا الندامة، وأكثر ما عندكم الغفلة.

إن هذا التذكر من علامات الخير للعبد، قال بعض السلف: من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة.

وهذا التذكر لا يقرب بعيدا ولا يبعد قريبا، ولا يراد منه أن يتحول إلى مرض نفسي يجلب على صاحبه القلق والاكتئاب أو نوبات الذعر والفزع، ويقطعه عن مصالحه وأعماله، لكنه التذكر الذي يسوق النفس إلى التزود والاستعداد للدار الباقية، وأن يعرف حقيقةَ هذه الدار وأنها ممرٌ لا مقر، سرعان ما نتحول عنها.

جلس النبي صلى الله عليه وسلم يوما على شَفِير قبر، فبكى حتى بَلَّ الثرى، ثم قال: “يا إخواني، لمثل هذا فأعدوا” [رواه ابن ماجه: (4195), وحسنه الألباني في الصحيحة: (1751). عن البراء بن عازب رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.] .

 

هو الموت ما منه ملاذٌ ومهرب *** متى حُط ذا عن نعشه ذاك يركب
نؤمل آمالا ونرجو نتاجها *** وعلَّ الردى مما نرجيه أقرب
ونبني القصور المشمخرات في الفضا *** وفي علمنا أنا نموت وتخرب

 

عباد الله .. ساعة الرحيل ساعة رهيبة شديدة، إذا يبس اللسان، وارتخت اليدان، وشخصت العينان، {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19]، ولو نجا من سكرة الموت أحد لنجا منها أحبُّ خلق الله إلى الله، تقول عائشة رضي الله عنها: ما رأيت الوجع على أحد أشد منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد كان يتغشّاه الكرب صلوات الله وسلامه عليه فيُغشَى عليه ثم يفيق أكثر من مرة، وفي كل مرة كان يضع يده الشريفة في رَكْوَة فيها ماء بارد فيمسح بها وجهه الطاهر ويقول: (لا إله إلا الله، إن للموت لسكرات، اللهم أعني على سكرات الموت). {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ} [الواقعة: 83].

حقيقة الموت سر من الأسرار على الأحياء في هذه الدار، ذكروا عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: “عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه، كيف لا يصفه؟ فلما نزل به الموت، ذكَّره ابنه، وقال: صفه لنا. فقال – وهو يعالج الموت-: يا بني! الموت أجل من أن يوصف، ولكني سأصف لك، أجدني كأن جبال رضوى على عنقي، وكأن في جوفي الشوك يُجذَب من قدمي إلى هامتي، وأجدني كأن نَفَسي يخرج من إبرة” [رواه الحاكم: (5915), وسكت عنه الذهبي في التلخيص.] .

جزع الحسن بن علي رضي الله عنهما عند موته وقال: “إني أريد أن أشرف على ما لم أشرف عليه قط”. وبكى الحسن البصري عند موته وقال: “نفيسة ضعيفة، وأمر مهول عظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون”.

إنه هول المطلع، وإن هول المطلع شديد قطع قلوب الخائفين، حتى قال عمر رضي الله عنه عند موته وهو عمر رضي الله عنه : “وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، لَوْ أَنَّ لِي مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ صَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمَطْلَعِ” [رواه الحاكم: (4515), وابن حبان: (6891), وصححه الألباني في التعليقات الحسان: (6852).] .

 

ساعة الاحتضار ولحظة الرحيل .. كيف تفعل إذا حَضَرَتك أو حضرتها؟ في مثل هذا الموقف تطيش العقول وتزيغ الأبصار، ولذا كانت الحاجة ماسة إلى تعلم هذا العلم النافع وتعليمه، فأقول: إذا نزلت بك تلك الساعة وهي قريبة لا بد منها، فأوصيك بأمور خمسة:

1. أحسن الظن بربك، لحديث جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى) [رواه مسلم: (2877).] ، وارض بقضاء الله واصبر على قدره فذلك خير لك، لقوله صلى الله عليه وسلم ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) [ رواه مسلم: (2999).] ، واحذر من الجزع والتسخط بالقول أو بالفعل.

 

2. على المسلم أن يكون مطمئنَ القلب متعلقا بربه، بين الخوف والرجاء يخاف عقاب الله، ويرجو رحمة ربه لحديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو بالموت فقال : (كيف تجدك؟) قال : والله يا رسول الله إني أرجو الله وإني أخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف) [رواه الترمذي: (983) واللفظ له، وابن ماجة: (4261) وحسنه الألباني في الصحيحة: (1051).] .

 

3. التعوذ من الشيطان وكيده، وسؤال الله الثبات إلى الممات، فإن الشيطان يغتنم كل طاقته لإغواء العبد في هذه اللحظات الأخيرة فيأتيه في حال ضعف، فيوسوس ويلقي عليه الواردات التي تضله، وهذه فتنة الممات التي نتعوذ بالله منها في كل صلاة على أحد الأقوال. فليتمسك العبد بحبل الله وليثبت على دينه حتى يرحل عن الدنيا.

 

4. اللهج بتوحيد الله تعالى، وترطيب الفم بكلمة التوحيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان آخرَ كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يوما من الدهر وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه) [رواه ابن حبان: (3004), وصححه الألباني في صحيح الجامع: (5150).] .

 

5. الحرص على أداء الحقوق إلى أصحابها، والاجتهاد في براءة ذمته من حقوق العباد ومظالمهم، قبل أن تكون المقاصة بالحسنات والسيئات، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار [ رواه مسلم: (2581).] .

وعلى العبد إذا كان في ذمته شيء من الحقوق لغيره أن يسارع في أدائها حال حياته، فإن عجز عن شيء منه فليكتب وصية بذلك لقوله صلى الله عليه وسلم : ما حق امرئ مسلم يبيت ليلتين وله شيء يريد أن يوصي فيه إلا ووصيته مكتوبة عند رأسه [رواه البخاري: (2738), ومسلم: (1627). عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.] . قال ابن عمر: “ما مرت علي ليلةٌ منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك إلا وعندي وصيتي” [رواه مسلم: (1627).] .

وليحذر من الجور في الوصية أو الوصية لوارث، ويحسن أن يوصي أهله بتقوى الله وحثهم على ما ينفعهم وتحذيرهم مما يضرهم، وإن كان ذا مال فيوصي بشيء من ماله الثلث فأقل في مصارف الخير والقرب، ويعين من يثق به في دينه وكفاءته لهذا المصرف.

 

فهذه النصيحة لمن حضرته ساعة الاحتضار والرحيل، وأما من حضرها لغيره كما يقع لبعض الناس، أن يصادف حادثا فيه مصاب يحتضر، أو يحضر عند مريض حضره أجله فنوصيه بأمور:

1. تلقينه كلمةَ التوحيد. لحديث أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله) [رواه مسلم: (916).] .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فإنه من كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يوما من الدهر و إن أصابه قبل ذلك ما أصابه) [رواه ابن حبان: (3004), وصححه الألباني في صحيح الجامع: (5150).] .

فإذا تكلم الميت بعد أن قال: لا إله إلا الله فإنه يعيد تلقينه، لكن برفق، ليكون آخر كلامه لا إله إلا الله. وينبغي الرفق ومراعاة حال الميت وما فيه من الشدة والكرب فلا يضجره أو يكثر عليه، ولذا قال أهل العلم: إذا رأى من الميت ضعفا فلا يأمره أمرا، وإنما يذكر الله عنده حتى يسمع فيتذكر.

وكذا استحب بعض أهل العلم أن يُتعاهد المحتضَر ببل حلقه بماء أو شراب، ويندي شفتيه بقطنة، لأن ذلك يطفئ ما نزل به من الشدة، ويسهل عليه النطق بالشهادة .

 

2. أن يدعو له، ولا يقول في حضوره إلا خيرا. عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون” [رواه مسلم: (919).] . فيحذر من الصياح والتسخط، ونحو ذلك.

 

3. إن تيسر أن يوجه إلى القبلة فحسن، لحديث عمير بن قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (البيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتا) [رواه أبو داود: (2875), وحسنه الألباني في الإرواء: (690).] ، وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن البراء بن معرور فقالوا: “توفي وأوصى بثلثه لك يا رسول الله، وأوصى أن يوجه إلى القبلة لما احتضر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصاب الفطرة” [رواه الحاكم: (1305), والبيهقي في الكبرى: (6604), وقال الألباني في الإرواء (689): سنده صحيح.] .

بارك الله ..

الخطبة الثانية:

ومما يشرع لمن حضر موقف الاحتضار:

4. أن يُغمض عينيه ويدعو له بعد خروج روحه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أم سلمة قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شَق بصرُه – يعني شخص – فأغمضه ثم قال صلى الله عليه وسلم: (إن الروح إذا قبض تبعه البصر) فضجَّ ناسٌ من أهله فقال: (لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون) ثم قال: (اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وأفسح له في قبره ونور له فيه) [رواه مسلم: (920).] .

 

5. أن يغطى بعد موته بثوب يستر جميع بدنه. لحديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفي سجي – يعني غطي – ببردة حبرة [رواه البخاري: (5814), ومسلم: (942).] .

وهذا في غير من مات محرما فإن المحرم لا يغطى رأسه لأنه يبعث يوم القيامة ملبيا.

 

وعلى أهله أن يعجلوا بتجهيزه لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أسرعوا بالجنازة ) [رواه البخاري: (1315), ومسلم: (944).] .

وعليهم المبادرة في قضاء دينه وتنفيذ وصيته، فإن أمر الدين شديد ويتساهل كثير من الورثة في ذلك، وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه” [رواه الترمذي: (1078), وأحمد: (10599). وصححه الألباني في صحيح الجامع: (6779).] .

 

ويجب على أقارب الميت حين يبلغهم خبر وفاته: الصبر والرضا بالقدر، والاسترجاع وهو أن يقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون) لقوله تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} [البقرة: 155]. ويزيد عليه قوله: “اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها” [رواه مسلم: (918), ولفظه: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ” مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللهُ: }إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ{ [البقرة: 156]، اللهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَخْلَفَ اللهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا “، قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتُ: أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟ أَوَّلُ بَيْتٍ هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ إِنِّي قُلْتُهَا، فَأَخْلَفَ اللهُ لِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ…”.] .

ولا بأس بالبكاء بدون تسخط وجزع، وقد قال صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه: إن العين لتدمع والقلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون [رواه البخاري: (2315), ومسلم: (2315). عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه .] .

كما يجوز كشف وجه الميت وتقبيله بين عينيه، كما فعل أبو بكر بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته. فإنه كان غائبا حين مات النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل فقصد النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسجى ببردة فكشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبله بين عينيه ثم بكى فقال: بأبي أنت وأمي يا نبي الله، لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي عليك فقد متها [رواه البخاري: (1241). عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.] .

عباد الله .. تأهبوا لساعة الرحيل، وموعد القدوم على الملك الجليل

 

تزود من التقوى فإنك لا تدري *** إذا جنَّ ليلٌ هل تعيـش إلى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة *** وكم من سقيم عاش حينًا من الدهر

 

اللهم أيقظ رقدة قلوبنا، واجعل خير أعمارنا أواخرها وخير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم نلقاك، اللهم وفقنا للاستعداد للوفاة قبل الموافاة، والتأهب للموت قبل نزوله، وتوفنا وأنت راض عنا غير غضبان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى